العرب اللندنية: الضغط العسكري يعيد الحوثيين إلى مبادرة غريفيث

السبت 23 يونيو 2018 08:29:15
العرب اللندنية: الضغط العسكري يعيد الحوثيين إلى مبادرة غريفيث
"العرب اللندنية":

أسقطت معركة استعادة مطار الحديدة كل حسابات الحوثيين في استثمار تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث كغطاء لربح الوقت. واستنجدت الجماعة بالوساطة الأممية بشأن إدارة ميناء المدينة لتجنب هجوم وشيك شبيه بهجوم المطار من حيث سرعة الحسم.

وكشفت تقارير عن إبلاغ الجماعة الحوثية للمبعوث الأممي بموافقتها على أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة، مشيرة إلى أن غريفيث سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة بجولة جديدة في المنطقة تشمل الرياض، وقد يعود مجددا إلى صنعاء للبحث في تفاصيل خطة لإيقاف الحرب في الحديدة.

ولفتت إلى أن غريفيث تلقى اتصالا من مسؤول رفيع في الجناح السياسي للحوثيين أبلغه فيه اعتزام الجماعة تقديم تنازلات حول إدارة ميناء الحديدة، لكنه لم يتبين حتى الآن تفاصيل هذه الموافقة وهل هي ذاتها التي عرضت عليه في زيارته الأخيرة لصنعاء وتضمنت السماح للأمم المتحدة بالإشراف على إيرادات الميناء المالية فقط دون تسليم إدارة الميناء بشكل كامل للمنظمة الدولية؟

وقال محللون سياسيون إن استنجاد الحوثيين بغريفيث وطلب عودته إلى المنطقة على وجه السرعة يكشفان بوضوح أن الحوثيين لا يفهمون إلا لغة القوة وأن آخر همومهم هو الوضع الإنساني لليمنيين.

وكشفت أول مواجهة عسكرية شاملة مع الحوثيين محدودية قدراتهم، وانعدام هامش المناورة لديهم، وأن استمرارهم في السيطرة على جزء واسع من الأراضي اليمنية يعود إلى غياب أي اختبار عسكري جدي، فضلا عن الاستفادة من ارتباك الموقف الدولي ومن أداء بعض المنظمات الدولية للتخفيف من أزمتهم.

وتعهدت السعودية والإمارات بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط المدينة وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.

ويقول السعوديون والإماراتيون إنهم يجب أن يستعيدوا السيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ولمنعهم من جلب الصواريخ.

وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف العربي أبلغ غريفيث بأنه سيدرس الاقتراح الخاص بميناء الحديدة. وأضاف المصدر أن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.

وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.

وقال الدبلوماسي الغربي إن السعوديين والإماراتيين أعطوا بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق.

وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة إلى موافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال الدبلوماسي الغربي إنه لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون، وكذلك هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار. وأضاف أن التوصل إلى اتفاق على مغادرة المدينة قد يكون إحدى “النقاط الشائكة الكبيرة”.

وأدلى عبدالله المعلمي سفير السعودية في الأمم المتحدة بتصريحات في المنظمة الدولية أكد فيها مطلب التحالف وهو خروج الحوثيين من المدينة تماما، مشيرا إلى التقدم البطيء الذي يحرزه غريفيث.

وأضاف أن ما يعرضه التحالف على الحوثيين هو تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية والمغادرة في سلام وتقديم معلومات عن مواقع الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع.

وحذّر مراقبون يمنيون من أن تجزئة الحوثيين للتنازلات، والتي لا تتلاءم مع الحد الأدنى من مطالب الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي، تهدف إلى كسب الوقت، كما أنها لا تفضي إلى أي اتفاق حول تطبيع الأوضاع في الحديدة حتى لو وافقت الجماعة الحوثية على الانسحاب من ميناء الحديدة الذي بات بحكم الساقط عسكريا بعد تقدم قوات المقاومة المشتركة وسيطرتها على مطار المدينة الاستراتيجي.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن أي مبادرات أو مساع دولية لإحراز السلام في اليمن لا تكفل عودة الشرعية وإنهاء كافة مظاهر الانقلاب وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216 لن يكتب لها النجاح.

وأكد الإرياني في تصريح لـ”العرب” أن الحديث الذي يدور حول تسليم الحوثيين ميناء الحديدة مع بقاء الميليشيات الحوثية في مدينة الحديدة التفاف على كل القرارات الدولية ومحاولة لإضفاء شرعية على وجود تلك الميليشيات المسلحة في المدينة، وبالتالي الحكومة الشرعية لن تقبل بمثل هذه التسويفات الحوثية الانقلابية والتي عرف العالم أنها لا تسعى للتوصل إلى أي حل سياسي وأن فكرها قائم على العنف والإرهاب، بحسب الإرياني.

من جهته قال سفير دولة الإمارات في اليمن سالم الغفلي في تصريح لـ”العرب” إن تسليم الميليشيات الحوثية ميناء الحديدة للأمم المتحدة مع احتفاظها بالبقاء في مدينة الحديدة أمر غير مقبول.