رؤية الإصلاح للحل السياسي تفضح مؤامرة تُحاك ضد الجنوب

الأربعاء 16 مارس 2022 17:39:53
رؤية "الإصلاح" للحل السياسي تفضح مؤامرة تُحاك ضد الجنوب

أثارت الرؤية السياسية التي قدّمها حزب الإصلاح الإخواني، للحل السياسي الكثير من الشبهات باعتباره ارتكن إلى قوة مصطنعة ومزيفة عفا عليها الزمن بشكل كامل، محاولة إيجاد نفوذ له على الأرض سواء سياسيًّا أو عسكريًّا.

الإعلام الإخواني نشر بنود ما قال إنها رؤية حزب الإصلاح للحل السياسي، وقد تضمنت بنودًا مشبوهة، تعبر جميعها عن مساعي هذا التيار لتثبيت حضوره على الأرض لضمان وجود في مستقبل الحل الشامل، إذ يقول الحزب إن أي مفاوضاتسياسية دون أي معالجات عسكرية أو أمنية سيكون مصيرها الفشل، وهذه رسالة مباشرة من حزب الإصلاح بأنه يستهدف حسم الأمور عسكريًّا أولًا.

الحسم العسكري من منظور الإخوان لا يتمثّل في الإجهاز على المليشيات الحوثية، لكنّه يتضمن العمل على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات المدعومة من إيران، مع ترسيخ حضوره - أي حزب الإصلاح - في الجنوب من منطلق احتلال غاشم، يستهدف توجيه ضربة قاسمة للقضية الجنوبية، ومن ثم فمن غير المستبعد أن يُقدم حزب الإصلاح على خطوات من شأنها عرقلة أي مسار سياسي في الفترة المقبلة.

طرح آخر أثاره حزب الإصلاح أثار سخرية سوداء، عندما تحدّث التيار المهمين على ما تعرف بأن الشرعية عن أن تسليم سلاح المليشيات للدولة يمثل مسألة جوهرية، وهو القاعدة الأهم في أي ترتيبات أمنية، في خطوة تثير سخرية واسعة من الحزب الذي لطالما أقدم على تهريب الأسلحة للحوثيين، وقد اعترف قيادي إخواني مؤخرًا بأن هناك أسلحة تسلمتها ما تعرف بالشرعية الإخوانية من قِبل التحالف وقد عُثر عليها وهي تباع من قِبل عناصر حوثية في سوق مأرب.

عنصر ثالث في الطرح الإخواني ربما يُشكل الأكثر خطورة على واقع الجنوب، إذ قال الحزب إنّ إجراءات التفاوض للحل النهائي حين التوصل إليه ينبغي أن تكون بين ما تعرف بالشرعية ومليشيا الحوثي، وهذا معناه أن ما نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي الذي تحكمه أجندة إخوانية سيسعى جاهدًا لإزاحة المجلس الانتقالي من مفاوضات الحل السياسي الشامل لتوجيه ضربة لمسار قضية الجنوب.

حزب الإصلاح أبدى من خلال هذا الطرح، استعدادًا لمحاورة الحوثيين والتوصل إلى توافقات مشتركة فيما بينهما، بينما يعمل على تهميش واقع القضية الجنوبية، ولعل هذا الأمر يفسر رغبة حزب الإصلاح في حسم الأمور عسكريًّا في بادئ الأمور، إذ يريد أن يُحكم قبضته الغاشمة على الجنوب أولًا ثم ينخرط في محادثات لتثبيت أمر واقع، لإتاحة حضور سياسي للحوثيين في اليمن وللاحتلال اليمني نفسه في الجنوب.

وفق جنوبيين، يحتم الطرح الذي وضعه حزب الإصلاح ونشره الإعلام الإخواني على صعيد واسع، ضرورة الانتباه جيدًا لمواجهة مخططات مشبوهة ترفع شعار معاداة الجنوب وتعمل على محاولة تهميشه سياسيًّا بشكل كامل، وتغييب عن أي أطر للحل الشامل، وهو ما يستدعي ضرورة الانتباه لأي ممارسات تحايل قد تُقدِم عليها ما تسمى بالشرعية في إطار عدوانها على الجنوب إن كان أمنيًّا أو سياسيًّا.