توجه أمريكي لحذف الحرس الثوري من قائمة الإرهاب ينذر بمضاعفة تطرفه في اليمن
فيما شكّل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اتخذه العام الماضي بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية تنصيفًا إرهابيًّا خطوة ضاعفت من إرهاب المليشيات، تعتزم الإدارة الأمريكية الإقدام على خطوة مماثلة تتعلق هذه المرة بالحرس الثوري الإيراني.
تقارير أمريكية تحدّثت عن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنّ إيران طالبت خلال المحادثات النووية في فيينا بأن ترفع الولايات المتحدة الحرس الثوري من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية كشرط للتوصل إلى اتفاق نووي.
يأتي هذا فيما قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إنّ من بين الاحتمالات التي تتم مناقشتها احتفاظ واشنطن بالحق في إعادة تصنيف الحرس الثوري الإيراني إذا وجدت أن إيران لم تف بتعهدها بوقف التصعيد في المنطقة.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإنّ إدارة بايدن أطلعت الحكومة الإسرائيلية على أنه يجري النظر في مثل هذه الاحتمالات، لكنها شددت على أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الصدد بعد.
لا يعرف إن كانت الولايات المتحدة قد حسمت أمرها في هذا الصدد، لكنه حال إقدامه على رفع تلك العقوبة عن الحرس الثوري الإيراني فإن الأمر سيكون كفيلًا بمنح هذه الذراع الإيرانية لمضاعفة نشاطها بشكل خطير في المنطقة بشكل مروع.
تفاقم نشاط الحرس الثوري يعني أن إيران بصدد أن تضاعف من نشاطها الإرهابي في اليمن، لا سيّما أن الحرس الثوري هو أحد الأسباب الرئيسية التي مكّنت المليشيات الحوثية من مضاعفة إرهابها بشكل كبير، ومن ثم إطالة أمد الحرب في اليمن.
هذه الخطوة الأمريكية حال اتخاذها ستمثل تناقضًا لما قررته وزارة الخزانة الأمريكية في فبراير الماضي، عندما فرضت عقوبات على شبكة دولية يديرها الحرس الثوري الإيراني بتهمة تمويل مليشيا الحوثي ودعم هجماتها الإرهابية على السعودية والإمارات.
وآنذاك، قالت الوزارة الأمريكية إنّ الشبكة المشمولة بالعقوبات تحت قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والممول الحوثي سعيد الجمل، موضحة أن الشبكة حولت عشرات ملايين الدولارات إلى اليمن عبر شبكة معقدة من الوسطاء.
وأشارت إلى أن قرار العقوبات اتخذ بالتعاون والتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وأكّدت أنها تواصل العمل مع حلفاء واشنطن في المنطقة لاستهداف الساعين لإطالة أمد الحرب في اليمن لأهدافهم الخاصة.
إتباع الولايات المتحدة سياسة ناعمة مع الحرس الثوري الإيراني قد يُضاعف من نشاطه الإرهابي في اليمن، فقبل أسابيع تحدّثت مصادر استخباراتية عن أنّ الحرس الثوري الإيراني يسعى لدعم صفوف مليشيا الحوثي التي عانت من خسائر فادحة مؤخرا، بمقاتلين عراقيين.
استشهدت المصادر في هذا الصدد، بإعلان فصيل عراقي يطلق على نفسه اسم "ألوية الوعد الصادق.. أبناء الجزيرة العربية"، في بيان، مسؤوليته على الهجمات الأخيرة عبر المسيرات والصواريخ التي استهدفت أبوظبي مطلع فبراير الماضي.
كما أن الإشادة الحوثية بتصرفات الفصيل العراقي أثارت تكهنات أنّ هذه الألوية تمّ جلبها لمساعدة الحوثيين من قبل راعيهما المشترك هو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
تفتح هذه التطورات ترجيحات قوية بشأن تزايد الدعم المسلح الذي يُقدمه الحرس الثوري للمليشيات الحوثية لمضاعفة حجم إرهابها الخبيث في الفترة المقبلة، لا سيّما أن الحرس دفع بالكثير من المستشارين العسكريين للقتال إلى جانب مليشيا الحوثي.
يعني ذلك أن إظهار أي تساهل مع الحرس الثوري عبر تخفيف التعامل معه مثل حذفه من قائمة الإرهاب سيكون إشارة خضراء لمضاعفة أنشطته المشبوهة في المنطقة بما ذلك في اليمن، تمامًا كما حدث مع قرار حذف المليشيات الحوثية من قائمة التنظيمات الإرهابية.