حكاية قائد الثورة المضادة فى فرنسا.. كيف أعدمه نابليون؟
الثلاثاء 26 يونيو 2018 01:06:29
جورج كادودال
متابعات
استطاع نابليون الوصول إلى حكم فرنسا أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلاً عامًا، ثم بصفته امبراطورًا فى العقد الأول من القرن التاسع عشر، حيث كانت لأعماله وتنظيماته تأثيرًا كبيرًا على السياسة الأوروبية.
لكن نابليون الذى عرفه المصريون قائدًا عسكريًا للحملة الفرنسية على مصر فى عام 1798م، كان له العديد من المعارضين، كونه تولى الحكم بفضل قيام الثورة على لويس السادس عشر، ليصعد "بونابرت" حاكمًا للبلاد.
وكان واحدًا من أهم معارضى نابليون هو جورج كادودال، والذى تحل اليوم ذكرى إعدامه فى 25 يونيو 1804، على خلفية محاولته الإطاحة بنابليون بونابرت وإعادة الحكم الملكى لفرنسا، وهو سياسى من بريتون، وزعيم ثورة فيندى وشوانرى فى عام 1793، والتى عرفت تاريخيًا بالثورة المضادة، فما قصة ذلك المعارض التى أعدمه نابليون؟.
جورج كادودال
جورج من مواليد بريتش، فى بريتانى، وتعنى كلمة كادودال "المحارب العائد من القتال" حيث ظل مخلصًا لقناعاته الملكية والرومانية الكاثوليكية خلال بداية الثورة، ومن سنة 1793 نظم تمردًا فى موربيهان ضد الاتفاقية الوطنية للجمهورية الأولى، وسرعان ما تم قمعها، ثم انضم إلى جيش تمرد فيندى، وشارك فى معارك لومان وسافناى فى ديسمبر من نفس العام.
تم اعتقال جورج وسجنه فى بريست على خلفية تمرده، لكنه نجح فى الهروب، وبدأ مرة أخرى فى الكفاح ضد الثورة، على الرغم من هزيمة حزبه، واضطر عدة مرات للجوء إلى إنجلترا، ولم يتوقف كادودال عن شن الحرب.
جورج كادودال قائد الثورة المضادة فى فرنسا
فى عام 1799 رفض أن يصل إلى أى تفاهم مع الحكومة الفرنسية، رغم العروض التى قدمها له نابليون بونابرت، الذى أعجب بمهارته وطاقته العنيدة.
منذ عام 1800، كان من المستحيل على كادودال مواصلة شن حرب مفتوحة، لذلك ركز جهوده على المؤامرات، شارك بشكل غير مباشر فى محاولة بيير سانت ريجنت اغتيال القنصل الأول، فى ديسمبر، وهرب إلى إنجلترا مرة أخرى.
فى ليلة 23 أغسطس 1803، هبطت سفينة تقل العديد من حلفائه، حيث أراد المتآمرون القيام بعمليات اختطاف جديدة أو محاولة اغتيال لبونابرت وبينما كان فى طريقه إلى مالمسون لكن الأمر فشل، ورغم مراقبة الشرطة، نجح جورج فى الهرب من الشرطة لمدة ستة أشهر، لكن تم اعتقاله بعد ذلك وظل فى السجن فترة طويلة، حتى تم الحكم عليه بالإعدام، ورفض طلب العفو وتم إعدامه فى باريس، مع أحد عشر من رفاقه، وقبل أن يتم إعدامه، صرخ على الحشد: "والآن، حان الوقت لنرى الباريسيين كيف يموت المسيحيون، الملكيون والبريتون".