الجنوب بين ماخور النشل وإباء الثوار وتضحياتهم
محمود عبدالله مثنى الردفاني
المزيدما نراه ونلمسه من الشرعية ليس جديداً ، فهو يذكرني بماخور تديره عجوز شمطاء لأطفال الشوارع تنشرهم في الأسواق والحارات ومواقف السيارات للتسول والنشل وتجميع المحصول في المساء إلى يد العجوز المفترية مقابل المأوى والمأكل. مدرسةٌ تعلم الأطفال كيفية الشحت والدعاء (حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة ) ومن لم يستطيعوا التأثير عليه بالاستعطاف ينشلونه..
هذه هي مدرسة الوحدة اليمنية التي شعارها التسوّل والنشل والتي أصبحت لديها جيل من المتسولين والنشالين كبروا ونموا ثرواتهم في كنفها حتى صاروا قادة البلد ومشرعيها..
وفي المقابل المنشولون في ثروتهم وحقوقهم ومكتسباتهم وهويتهم وتعليمهم وصحتهم...إلخ يحاولون رص الصفوف والاستقامة من جديد بعد أن عصفت بهم الأقدار وحولتهم من سادة في أوطانهم إلى عبيد ضعفاء على باب التسول الذي لا يجيدونه!.
الإباء والعزة والكرامة صفة لم تبارحهم رغم فقرهم فوضعوا وطنهم الجنوب هدفهم وغلبوا مصلحته على مصالحهم الشخصية وتقدموا الصفوف في التضحية وكانوا أبطالاً في ملحمة التحرير والانتصار ووضعوا اللبنة الأولى في بناء الوطن الجنوبي من جديد ورفعوا صوته عالياً مدوياً حتى سمعه من كان به صمم.
وهكذا سيتحرر الجنوب بسواعد أبنائه وبقوة عزيمتهم التي بدأت من الصفر بل من تحت الصفر واليوم تحقق النصر تلو النصر ووقودها دماء الشهداء وأرواحهم والتي لن نحيد عنها وستحقق النصر والهدف الذي ضحوا من أجله .