وزيرة شؤون التعاون الدولي في الإمارات: سلامة المدنيين اليمنيين وأمنهم من أولويات التحالف
أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، كونها جزءاً من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ملتزمة بتحقيق الاستقرار والازدهار وتضع سلامة المدنيين وأمنهم على رأس أولويات جهودها في اليمن.
وجددت معاليها، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، التزام الدولة التام بقرار الأمم المتحدة رقم 2216 الذي ينص على إعادة الحكومة الشرعية اليمنية لإدارة البلاد. وبشأن العملية السياسية القادمة التي يشرف عليها مارتن غريفث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، أوضحت معاليها أن التحالف يسعى لضمان سير عملية سياسية فعالة.
وأشارت إلى أن ثلاث سنوات تعتبر فترة طويلة للغاية في انتظار أن تسفر هذه العملية السياسية عن نتائج إيجابية، وقالت: «ما زلنا نؤمن بضرورة وأهمية هذه العملية السياسية لكن لا يمكننا الانتظار إلى الأبد، لاسيما أن اليمنيين يعيشون ظروفاً صعبة للغاية نتيجة ممارسات الحوثيين العنيفة والمستمرة، بما في ذلك زرع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والألغام البحرية واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وتقييد تحركات المدنيين»، مؤكدة أن الحوثيين سعوا من خلال هذه الممارسات إلى مضاعفة عدد الضحايا والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية الرئيسة في تجاهل سافر للقوانين الدولية.
ونوهت معالي ريم الهاشمي بأن الحوثيين فجروا مرفقاً لتخزين المياه مؤخراً ويواصلون دفع الوضع في اليمن إلى مزيد من التدهور، إلى جانب مواصلتهم أعمال العنف ضد المدنيين.
وشددت على أن التحالف يعتبر الوضع الحالي غير مقبول، وبالتالي فهو يسعى ويصر على ضمان الانسحاب الكامل للحوثيين من الحديدة. وأكدت أن ميناء الحديدة لايزال يعمل رغم محاولات الحوثيين تقويض خطة الدعم الإنساني الخاصة بالتحالف من خلال وضع ألغام بحرية وتهديد حرية الملاحة، وأوضحت أن الجهات الأممية تواصل تفريغ شحنات الدعم الإنساني الخاص بها من السفن بالميناء.
وفيما يتعلق بعروض إدارة ميناء الحديدة، قالت إنه يتم حالياً تقييم العروض، ونتطلع لإيجاد طرق تناسب اليمنيين وتدعمها تماماً الحكومة الشرعية، وأكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة لاتزال شريكاً متفهماً ومنفتحاً ومستعداً للنقاش حتى فيما يتعلق بأكثر المحادثات صعوبة؛ لأنها تؤمن بأن النتيجة النهائية ستكون مهمة للغاية لليمنيين.
وسلطت معالي ريم الهاشمي الضوء على الخطة الإنسانية الشاملة ذات المحاور الخمسة في الحديدة التي تقودها الإمارات والسعودية وتهدف إلى تأمين المواد الغذائية ومواد الإيواء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والوقود.
وقالت إن الإمارات ملتزمة بتنفيذ خطة مساعدات إنسانية شاملة بالتعاون الوثيق مع أطراف التحالف، لاسيما السعودية، وأكدت أنها نسقت مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة لضمان تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع. ونوهت باستعادة مطار الحديدة من قبل قوات التحالف، وقالت: «ما زلنا نتخذ تدابير حذرة ومدروسة وعملية تجاه الوضع على الأرض نظراً لهشاشة الوضع الإنساني واستمرار أعمال العنف من قبل ميليشيات الحوثي»، وأضافت: «إننا مسؤولون ونحترم القانون الدولي الإنساني».
وفي تعليقها على المساعدات الإماراتية التي تم تقديمها حتى الآن أوضحت معاليها أنه تم توفير 35 ألف طن متري من إمدادات الغذاء التي تكفي مليوني شخص، وأضافت أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أرسلت فرق دعم لضمان التوزيع الفعال والآمن للمساعدات الغذائية على أهالي الحديدة، مؤكدةً في الوقت نفسه سعي التحالف لتأمين تحرك القوافل الإنسانية حتى لا تتعرض للخطر. وأضافت: «لقد نفذنا نظاماً محدثاً لضمان استمرار تحرك المساعدات في عدة خطوط متقاطعة»، وشددت على أن قوات التحالف تولي اهتماماً كبيراً للمكون المدني والإنساني.
وأوضحت معاليها أن تسليم المساعدات يتخذ عدة أشكال بحراً وبراً وجواً، وأكدت أن تحرك البضائع من ميناء عدن منذ تحريره من قبل قوات التحالف شهد زيادة في الشحنات التجارية وشحنات الوكالات الأممية بنحو 50%. وقالت، إن الشاحنات تمكنت بالأمس من التحرك عبر عدن حاملة سلالاً غذائية سلمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية إلى ألف عائلة في الخوخة تكفي لمدة شهر، وجارٍ الاستمرار في تقديم البرنامج في محافظة الحديدة.
وأوضحت الهاشمي أن الإمارات تواصل العمل بجدٍ لإيصال المساعدات، وقالت إنه بمجرد تأمين محيط مطار الحديدة ستأتي طائرات حاملة للمساعدات من الإمارات لمساعدة اليمنيين.
وأضافت أن الإمارات تسعى لتأمين توزيع المساعدات داخل محافظة الحديدة على الرغم من التحديات التي تواجهها بسبب استمرار استخدام ميليشيات الحوثي المدنيين ومناطق وجودهم ضمن الوسائل التي تهدف إلى تقويض الجهود السلمية.
وشددت على أن قوات التحالف ملتزمة بشكل أساسي باستعادة كرامة المواطنين اليمنيين ومساعدتهم على توفير بيئة مستقرة وإتاحة الفرصة لهم للتنمية. وقالت معاليها: «نحن هنا على المدى الطويل، اليمنيون جيراننا وجزء من مجتمع عزيز علينا؛ لذا نرفض تماماً استمرار انتهاكات الحوثيين واستغلالهم هشاشة الأوضاع لدعم أيديولوجيتهم».