تلاعب حوثي بالهدنة الأممية.. وإفراجات لتحسين السمعة وتفادي الغضب
تواصل المليشيات الحوثية، تعاملها الانتهازي مع الهدنة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة، عملًا على إطالة أمد الحرب.
ومنذ اليوم الأول لإعلان الهدنة في مطلع أبريل الجاري، كثّفت المليشيات الحوثية من ارتكاب صنوف مختلفة من الخروقات وهي لا تقتصر على أعمال عسكرية ميدانية فقط، لكنّها شملت كذلك محاولة تهريب قيادات من الحرس الثوري الإيراني.
حدث ذلك تحديدًا فيما يخص تعامل المليشيات الحوثية مع ما نصّت عليه الهدنة بدء تشغيل رحلات تجارية من مطار صنعاء، المتوقفة منذ عام 2016.
المعلومات تقول إنّ فشل إطلاق أول رحلة كما مفترضًا أمس الأحد، يعود إلى أنّ المليشيات حاولت تهريب العشرات من قياداتها وخبراء الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة.
وكان من المفترض أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركابًا فوق سن الـ40 عامًا، يحتاجون إلى علاج طبي، من صنعاء إلى عمّان، في إطار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أوائل أبريل لمدة شهرين.
الخطوة الحوثية توثّق سوء نية المليشيات في التعامل مع الهدنة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة،وهو ما يتطلب ضرورة توخي الحذر من إقدام المليشيات على خطوات مشبوهة قد تُترجم عملياتيًّا في إطار التصعيد الميداني على الأرض.
كما أنّ المحاولة الحوثية لنقل قياداتها رفقة عناصر الحرس الثوري الإيراني، قد تعد تجهيزًا لمرحلة جديدة من العمليات الإرهابية التي تنخرط فيها المليشيات تنفيذًا لأجندة إيرانية تستهدف إفشال أي جهود للتوصل إلى حلحلة سياسية.
وإزاء الغضب الدولي من الخروقات الحوثية، سعت المليشيات لتحسين صورتها بالإفراج عن عدد من الرعايا الأجانب، بينهم البريطاني لوك سيمونز احتُجز لدى المليشيات منذ 2017، وقد نوّهت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، بالجهود السعودية والعمانية في تأمين الإفراج عنه.
وغرّدت تراس عبر حسابها على موقع «تويتر»: «سعيدة بإطلاق سراح لوك سيمونز، الذي احتُجز بشكل غير قانوني دون تهمة أو محاكمة منذ 2017 في اليمن من قبل الحوثيين، وسيعاد لم شمله بأسرته قريبًا.. أشيد بشركائنا في السعودية وعمان على تأمين إطلاق سراحه».
واحتجزت مليشيا الحوثي، لوك سيمونز في صنعاء بتهمة التجسس لصالح بريطانيا على الرغم من أنه لم توجه إليه أي تهمة رسمية أمام القضاء على الإطلاق، وهو ادعاء تنفيه عائلته بشدة.
إقدام الحوثيين على هذه الخطوة يبدو أنه كان محاولة من قِبل المليشيات لتفادي حالة الغضب المتصاعدة من المليشيات من جراء إصرارها على التصعيد العسكري وخرق الهدنة الأممية.
وشعرت المليشيات بالقلق من جراء الزخم الكبير الذي رافق تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مؤخرًا، وما تبع ذلك من آمال نحو تحقيق الاستقرار السياسي والانخراط نحو تسوية شاملة، ومن ثم جاء تحركاتها نحو خرق الهدنة متبوعًا بمحاولات لتحسين صورتها لتفادي موجة غضب شديدة.