الحزم الذي لا يحتمل التأجيل

الاثنين 25 إبريل 2022 22:04:00
الحزم الذي لا يحتمل التأجيل

رأي المشهد العربي

تفرض الخروقات المتواصلة التي ترتكبها المليشيات الحوثية للهدنة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة واقعًا عسكريًّا يصنع زخمًا متصاعدًا للمواجهات الميدانية في الفترة المقبلة.

الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة خرقتها المليشيات الحوثية بمئات الانتهاكات، في تكرار لما ارتكبته المليشيات لمسار اتفاق السويد الذي خرقته المليشيات بأكثر من 20 ألف خرق.

هذه السياسات التي تُقدِم عليها المليشيات الحوثية هي بمثابة تأكيد على رغبتها بإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، باعتبار أنّ هذا المسار هو الوحيد الذي يضمن بقاءها على الساحة، تنفيذًا للأجندة الإيرانية التي تتعمد تخريب المنطقة عبر تسليح أذرع إرهابية تصنع كثيرًا من الإرهاب.

التصدي لهذا التوجه الحوثي يتطلب سياسات حاسمة من قِبل مجلس القيادة الرئاسي، تتطلب استعدادًا عسكريًّا لمواجهة أوسع نطاقًا لا تحتمل التأجيل من جانب، كما أنّه يُشترط تسريع وتيرة إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية.

وكثيرًا ما وجه المجلس الانتقالي الجنوبي دعوات في هذا الشأن، أحدثها خلال الاجتماع الأخير لهيئة رئاسة المجلس، بشأن ضرورة المسارعة بإجراء عملية إعادة الهيكلة لما لها من أهمية كبيرة، يتمثل حدها الأدنى في توجيه رسالة تهديد لمليشيات الحوثي الإرهابية بأنّ المرحلة المقبلة سيكون مفادها الحزم العسكري.

تتناغم هذه الرؤية مع تعقيدات المشهد الراهن، الذي بات من الواضح أن حلحلته تتوقف أولًا على تحقيق مكسب عسكري على الحوثيين بما يمثّل ضغطًا على المليشيات يدفعها حتمًا نحو إعادة النظر في إصرارها على الإرهاب.