بعد تصريحات الغيثي.. أي حرب تنتظر مليشيا الحوثي؟
"لن تكون هذه الحرب كسابقاتها".. رسالة حاسمة بعث بها رئيس هيئة التشاور والمصالحة (المشكلة من المجلس الرئاسي)، ورئيس الدائرة الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، رسمت إطار التعامل مع الحوثيين في المرحلة المقبلة.
الغيثي قال إنّ مليشيا الحوثي لا تريد سلامًا وتعيش على الحرب، واستدلّ على ذلك بحجم الخروقات التي ارتكبتها المليشيات المدعومة من إيران للهدنة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة مطلع أبريل الجاري، والمفترض أن تستمر شهرين.
الرسالة الأهم وردت في تصريحات الغيثي بتأكيده الجاهزية الكاملة لكل السيناريوهات، وهذا يعني الاستعداد للانخراط في عملية سياسية شاملة أو التوجه نحو الحسم العسكري.
وفيما تعبّر الخروقات الحوثية عن إصرار حوثي على التصعيد العسكري تدعمه توقعات من المليشيات أنها ستكون قادرة على حسم الحرب ظنًا منها أن ممارسات الخيانة التي فرضها تنظيم الإخوان خلال السنوات الماضية ستكون مهيمنة على المشهد العسكري في الفترة المقبلة.
غير أنّ رئيس هيئة التشاور أغلق الباب أمام أحلام المليشيات، بقوله: "إذا اختار الحوثي خيار الحرب فلن تكون هذه الحرب كسابقاتها لأننا جميعا صف واحد".
تصريح الغيثي يشير بوضوح إلى أنّ ممارسات الخيانة والتآمر التي فرضت نفسها على الساحة طوال السنوات الماضية لا حضور لها في المستقبل، لا سيّما في ظل العمل الراهن على تحجيم السيطرة الإخوانية على المنظومة العسكرية، والتوجه نحو إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية على وجه التحديد.
أحد أهم عناصر هذه الهيكلة تتضمن إخراج القوات الموجودة بلا مبرر في الجنوب، ودفعها إلى الجبهات لحسم المعركة في مواجهة المليشيات الحوثية، وقتها أيضًا ستكون القوات المسلحة الجنوبية مشاركة في العمليات لتحرير اليمن من الإرهاب الحوثي.
هذا التوجه يعني أنّ المليشيات الحوثية تنتظرها مواجهة حاسمة وحازمة، تتضمن قدرة كبيرة على إخماد نيران الإرهاب الذي يصنعه هذا الفصيل المدعوم من إيران، لا سيّما أن الرؤية حاليًّا أصبحت مختلفة في ظل انحسار نفوذ هيمنة الإخوان على المشهد العسكري.
على الصعيد العالمي، فإنّ دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي وتشجيعه الأجواء الإيجابية التي سادت منذ تشكيله، يجب أن تكون باكورة ضغط دولي على المليشيات بما يساهم في تحجيم قدرتها على التمادي في صناعة إرهابها الغاشم.
وبعث الغيثي برسالة واضحة للمجتمع الدولي، إذ قال إنه مطالب بمواقف أكثر جدية ووضوحًا مع التعامل مع المليشيات الحوثية حال عدم انصياعها للسلام، وأشار إلى أنّ المليشيات لم تعد مهددة فقط اليمن وإنما مهددة للإقليم والمجتمع الدولي.