أوقفوا انهيار العملة.. لهجة صارمة من الانتقالي تحصن الجنوب من الحرب الجديدة
انهيار مفاجئ ضرب العملة المحلية، أثار تحذيرات من المجلس الانتقالي الذي اتخذ موقفا سياسيا واضحا تقاطع مع تطلعات المواطنين نحو واقع معيشي مغاير.
هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، طالبت حكومة المناصفة، بسرعة الوقوف أمام الأسباب التي أدت إلى الانهيار المفاجئ في سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
المجلس الانتقالي ربط بين هذه الأزمة الاقتصادية والواقع السياسي على الارض، إذ اتهم أطراف تقف خلف ذلك الانهيار غير المُبرر لقيمة العملة المحلية في اليومين الأخيرين، هدفها إفشال القيادة الجديدة وعرقلة جهودها الرامية لإنعاش الوضع الاقتصادي.
كما شدّد على أهمية اضطلاع الحكومة بكامل مسؤولياتها في وضع حلولٍ ومعالجات حقيقية ومستدامة للوضع الاقتصادي المُنهار، بما يُسهم في تعافي سعر صرف العملة المحلية، واستعادة قيمتها الشرائية، وانخفاض الأسعار التي أثقلت كاهل المواطن في الجنوب.
دعوات المجلس الانتقالي جاءت خلال اجتماع دوري عقدته هيئة رئاسة المجلس، برئاسة الأمين العام للهيئة، وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، حيث وقف الاجتماع أمام مستجدات الأوضاع السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي على ضوء التقرير المُقدم من مركز دعم صناعة القرار في المجلس.
وشددت الهيئة على ضرورة تكامل عمل مختلف هيئات المجلس في بلورة وتحديث الرؤى السياسية للمجلس بما يتواكب مع المُتغيرات السياسية التي أفرزها اتفاق الرياض، والمشاورات التي رعتها الأمانة العامة لمجلس تعاون دول الخليج العربية في العاصمة السعودية الرياض مطلع إبريل الجاري، بما يخدم قضية شعب الجنوب، ويُلبي تطلعاته في الاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة.
دعوات المجلس الانتقالي بمثابة رسالة إنذار قد تكون أخيرة في سبيل مواجهة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الجنوب منذ فترات طويلة.
اللهجة الحادة التي عبّر عنها المجلس الانتقالي في بيانه الأخير، هي محاولة لإنهاء حقبة التؤزم المعيشي الذي ساد خلال فترة هيمنة حزب الإصلاح على المشهد السياسي والعسكري، ومن ثم فهي رسالة من المجلس الانتقالي بانه لن يقبل بتعرض شعبه لمثل هذه الأزمات أو إطالة أمدها.
وفيما أصبح المجلس الانتقالي شريكًا في اتخاذ القرار، فقد باتت الآن في جعبته الكثير من التحركات التي يمكنه الانخراط بها في إطار تحصين الجنوب من خطر استهدافه مجددًا، لا سيّما أن إزاحة الهيمنة الإخوانية المطلقة على المشهد وإقصاء قيادات فاسدة مثل علي محسن الأحمر لا يعني اختفاء الخلايا الإخوانية بالكامل.
وفيما تشكلت هذه القناعة لدى المجلس الانتقالي بشكل كامل، فإنه يركز حاليا على غلق الباب أمام أي محاولات لاستهداف الجنوب لا سيّما من خلال الدوافع الانتقامية التي تحملها الخلايا الإخوانية للثأر من هزائمها الأخيرة.