سجن الحديدة .. انتفاضة أرعبت الحوثيين
عناصر من مليشيا الحوثي - أرشيفية
لم تكن الأحداث التي شهدها السجن المركزي لمحافظة الحديدة غربي اليمن، مجرد أحداث شغب اعتيادية، بل انتفاضة أرعبت مليشيات الحوثي الانقلابية، وشكّلت لها كابوساً أمنياً عزز من انتهاكاتها الإنسانية الجسمية بحق المدنيين العُزل، قبل أن تطل السجناء الأبرياء.
وأدت الاحتجاجات المنددة بنقلهم لصنعاء وأماكن مجهولة إلى سقوط قتيلين وأكثر من 50 جريحاً معظمهم سقطوا في الحريق الهائل الذي نشب داخل السجن، فيما لا تزال 5 إصابات بليغة إثر تعرضها لطلق ناري بين الرقبة والرأس، ترقد في العناية المركزة حتى مساء اليوم الجمعة.
وقال أحد نزلاء السجن المركزي لـ"العين الإخبارية" في اتصال هاتفي، إن المليشيا الحوثية قامت باقتحام السجن وإخراج بعض من السجناء إلى شاحنات نقل جماعية".
وأضاف أن "السجناء عرفوا أن داخل الشاحنات أسلحة ثقيلة تابعة للانقلابيين يريدون إيصالها إلى صنعاء، واستخدامنا درع حماية بشرية، فكانت الانتفاضة".
أثناء ذلك خرج السجناء إلى باحة السجن منددين ضد مشرف المليشيا في السجن المركزي واسمه الحركي، أبوأكرم، وتسبب في أعمال شغب داخل مصلحة الجوازات، قبل أن تستدعي المليشيا الإرهابية 7 دوريات عسكرية طوقت جميع بوابات السجن واستهدفت السجناء المحتجين بالرصاص الحي ومسيلات الدموع.
وبنبرة صوت شاحبة، برهنت القمع الوحشي للمليشيا الحوثية على السجناء وإرهابهم، قال النزيل لـ"العين الإخبارية": قاموا باستهدافنا بالرصاص الحي.. هناك مجموعة من السجناء جرحى ومصابون وقتلى بالرصاص".
وناشد السجين، الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الضغط على مليشيا الحوثي لفك الحصار على سجناء السجن المركزي بالمحافظة.
ـ الزج بالسجناء إلى جبهات القتال
وفقا السجين الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، تسعى مليشيا الحوثي إلى الزج بنزلاء السجن المركزي إلى جبهات القتال واستخدامهم في مواجهة القوات المشتركة بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها مؤخرا في الساحل الغربي.
وقال "الحريق الذي ألتهم المكان نشب إثر تجميع السجناء للملابس الخاص بهم وممتلكاتهم إلى باحة السجن قبل أن تطلق عليهم المليشيات الرصاص ويهرع السجناء إلى داخل العنابر ويغلقون البوابات، سقط على أثره عدد من المصابيين والقتلى".
ويضم السجن المركزي في المحافظة قرابة 1400 سجين بينهم سجناء من دول أفريقية مختلفة، وخصص الحوثيين طابقه السفلي سجناً سرياً، بات يُعرف بـ"سجن حنيش".
من جهته، قال الناشط الحقوقي مجاهد القب على صفحته في "فيس بوك"، إن "السجناء تعرضوا للبطش والتنكيل وثلاث هجمات".
وأشار الناشط اليمني، إلى أن مصلحة السجون، الخاضعة للانقلابيين، لا تمتلك أي سلطة قانونية وأن القانون اليمني يخول عملية نقل السجناء من مكان لآخر خارج المحافظة، بعد صدور أمر من النائب العام وهو ما لم يحدث على الإطلاق، وكل ما في الأمر أن المشرف الحوثي المدعو "أبو أكرم" تحدث عن توجيهات عليا.
ووفقا للقب، فلا توجد أي إفادات حتى اللحظة لأي جهة رسمية سواءً من إدارة السجن ذاته أو نيابة السجون أو أي توجيهات قضائية بإخلاء الإصلاحية، ما يعني أن المليشيا تنوي استخدام السجناء كوقود في الجبهات.
وحدث أن تكررت عملية مهاجمة السجون وتحرير السجناء واستخدامهم بعد ذلك في جبهات المليشيا الإنقلابية في تعز وعدن ومؤخرا الحديدة حيث استعرضت الجماعة الإرهابية قواتها على السجناء العزل في سلسلة جرائم إنسانية لا تختلف عن زراعة الألغام والقذائف العشوائية والاختطافات والتغييب القسري والتعذيب واستخدام المدنيين دروعاً بشرية والقتل خارج إطار القانون، في تشابه كبير يساوي بين مليشيا الحوثي وتنظيم داعش والقاعدة.
ـ حصار وحرمان من الطعام:
لم تكتفي المليشيا الحوثية بقتل السجناء العزل في سجن الحديدة بالرصاص الحي وخنقهم بقنابل الغاز، لكنها في اليوم التالي، بدأت بفرض حصار على من تبقى منهم ورفضوا عملية نقلهم، وذلك بمنع الزيارات ودخول الطعام.
وكشف ذوي نزلاء لـ" العين الإخبارية"، عن إجبار مليشيا الحوثي لهم على العودة من بوابة السجن، ظهر الجمعة، بعد أن قدموا لزيارة النزلاء حاملين معهم الطعام والملابس النظيفة. وأبلغت المليشيا، أهالي السجناء، بأنه ستتم معاقبتهم حتى يرضخون لقرار نقلهم.