تحشيد إخواني ينذر بجر حضرموت إلى مسرح الصدام
بعد فترة من الهدوء الحذر، تسير الأمور في محافظة حضرموت نحو حالة من التوتر في محافظة حضرموت، بما يهدد الآمال التي أثيرت مؤخرًا بشأن إحداث حلحلة للفوضى الأمنية العارمة التي ضربت المحافظة والتي انعكست بدورها على الوضع المعيشي للمواطنين.
الملف الأمني هو أكثر ما يشغل الجنوبيين في حضرموت خلال هذه الآونة، لا سيّما في ظل عمليات التحشيد العسكري التي مثّلت رسالة تهديد مباشرة للأمن في المنطقة، وذلك في إطار الحرب الشاملة التي تشنها على الجنوب.
عمليات التحشيد أثارت قلق قيادة الهبة الحضرمية، التي دعت لعقد اجتماع عاجل اليوم الثلاثاء باللجنة الأمنية للهبة الشعبية وذلك لتدارس الموقف والتصدي التحشيد العسكري بوادي حضرموت وإقرار خطة لحفظ أمن الوادي والصحراء.
التهديدات الأمنية استدعت دعوة من قيادة الهبة الحضرمية كافة أبناء حضرموت وأعضاء الهبة بالنقاط الشعبية لإعلان حالة الاستنفار الشعبي؛ للتأهب والاستعداد تحسبًا لأي طارئ، والتلاحم بين أبناء المحافظة.
جاء ذلك بعد معلومات تؤكد سعي قوى من خارج المحافظة متنفذه لجر المحافظة لصراع مسلح عبثي لتنفيذ أجندة بعض القوى الحزبية، حسبما قالت قيادة الهبة، في بيان.
قيادة الهبة الحضرمية الثانية بقيادة الشيح حسن الجابري، حذّرت أبناء حضرموت من الانجرار خلف أي دعوات أو اعمال الغرض منها زعزعة أمن واستقرار المحافظه ، وذلك بعد التحشيد المفاجئ الذي رصد مؤخراً بوادي حضرموت لقوات من خارج المحافظة.
وأضافت أنّ هناك قوى فقدت مصالحها ونفوذها بعد التسويه السياسية الأخيرة، تحاول إدخال المحافظة في دوامة صراع مسلح لخدمة بعض الأجندة الحزبية، مشددة على رفض أي وجود عسكري من خارج المحافظة تحب أي مسمى، وستعمل على التنسيق مع السلطة العليا بمحافظة حضرموت وكافة ضباط الأمن والجيش الشرفاء من أبناء المحافظة، من أجل إحلال الأمن والاستقرار في عموم المحافظة.
كما طالبت قيادة الهبة، قيادة التحالف العربي بسرعة التدخل لإيقاف أي تدخلات عسكرية من خارج حضرموت، لم يكن تواجدها غير زعزعة أمن واستقرار وادي حضرموت وفرض أجندة حزبية.
تعكس هذه التوترات حجم المؤامرة التي تنفّذها المليشيات الإخوانية التي تحتل وادي حضرموت، وتصر على رفض سحب عناصرها منها حسبما ينص اتفاق الرياض، في استفزاز قد يؤدي إلى صدام عسكري في نهاية المطاف.
واختارت قيادة الهبة إتباع سياسة التحذير في الوقت الحالي تفاديًّا لسيناريو الصدام، في استراتيجية تقوم على الضغط على المليشيات الإخوانية لوقف أعمالها الاستفزازية، التي تبعث برسالة تحوي رغبة إخوانية على أن يكون الجنوب هو مسرح الحرب.
استفزازات الإخوان المتواصلة في حضرموت تبعث برسالة واضحة بأن التنظيم الإرهابي يستهدف العملية السياسية الجديدة برمتها، فتشكيل مجلس القيادة الرئاسي جاء عبر حالة من التوافق، أصبحت الآن محل استهداف من قِبل تنظيم الإخوان الإرهابي بشكل واضح.
ويتعامل حزب الإصلاح مع المشهد الراهن باعتباره الخاسر الأكبر، لا سيّما بعد إزاحة الإرهابي علي محسن الأحمر من رأس المشهد السياسي والعسكري، إلا أنّ ذيول الرجل لا تزال تتحرك في الجنوب عبر محاولة استفزازه أمنيًّا، كخطة انتقامية ضد الجنوب.
ويأتي التحشيد العسكري صوب وادي حضرموت، الذي حذّرت منه قيادة الهبة، بمثابة جرس بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الممارسات الاستفزازية الإخوانية التي تتطلب تصديًا حازمًا تجاهها، سواء عسكريا على الأرض، أو من خلال ممارسة ضغوط مكثفة على هذا الفصيل الإرهابي.