اشتباك مركز الامتحان في شبوة.. ماذا حدث وما دلالاته؟
أثارت واقعة الاشتباك المسلح التي وقعت في محافظة شبوة، وتحديدًا في مديرية بيحان، مخاوف جنوبية كبيرة من الفوضى التي تهدد الأمن والاستقرار في الجنوب، وتستنزف مواطنيه.
الحديث عن سقوط قتيلين وإصابة ثالث من شرطة مديرية بيحان، إثر إطلاق مسلح النار على قوة أمنية اثناء حمايتها مركز امتحانات في مديرية بيحان العلياء بمحافظة شبوة.
الهجوم المسلح أسفر عن مقتل الجنديين محمد عبدالله شوبان، وعبدالله صالح مشعل العياشي، وإصابة ناصر حوات، فيما لاذ الجاني وهو من أولاد آل الهدار بالفرار.
الواقعة أثارت غضبًا جنوبيًا عارمًا كونها ناجمة عن الفوضى التي عانت من شبوة من جراء احتلالها إخوانيا خلال الفترات الماضية، وهو احتلال غاشم تضمّن في أحد صنوفه إغراق المحافظة في فوضى أمنية شملت إفساح المجال أمام حمل الأسلحة.
الجريمة المروعة في بيحان، أثارت أيضًا تساؤلات عديدة لدى جنوبيين، ففي الوقت الذي قالت فيه معلومات إن مرتكب الجريمة أحد أقارب الطلبة الممتحنين، فقد ثار الكثير من التعجب حول الدوافع الذي تقود شخص إلى إطلاق النار بهذا الشكل.
شبوة الآن، يقول محللون، إنّها تدفع ثمن الفوضى التي صنعها تنظيم الإخوان منذ احتلالها إثر عدوان أغسطس 2019، وهو عدوان لم يقتصر على شن اعتداءات على المواطنين الجنوبيين وحسب، لكنّه اشتمل أيضًا إفساح المجال أمام كل ما من شأنه أن يصنع الفوضى، بما في ذلك تسهيل حمل السلاح.
إقدام المليشيات الإخوانية على إغراق الجنوب بالسلاح وتسهيل حمله قاد إلى صناعة فتنة شاملة ضربت في مفاصل المحافظة، وذلك بعدما عجز حزب الإصلاح عن إسقاط شبوة أمنيا بشكل كامل، إلى جانب فشله الذريع في تمرير مشروعه السياسي فذهب إلى اختراقها بسلاح الفتنة المسلحة.
وإبان سيطرتها على مفاصل شبوة قبل إزاحتها على يد رجال العمالقة الجنوبية الصيف الماضي، تخلّت المليشيات الإخوانية عن مسؤوليتها عن فرض الأمن في ربوع المحافظة، وأولت اهتمامًا كبيرًا بتوسيع دائرة جرائم تهريب الأسلحة لتغزو بها المحافظة مع تغييب سلطة القانون.