«أخبار الساعة»: تحرير الحديدة ضرورة سياسية واستراتيجية
قالت نشرة «أخبار الساعة» إنه حينما أطلقت دول التحالف العربي في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة، في شهر يونيو الماضي، عملية تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة ميليشيات الحوثي الإرهابية، فإنها كانت تستهدف ليس فقط تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني ورفع معاناته وإجبار الحوثيين على الانخراط في مسار الحل السياسي، وإنما أيضاً إيقاف التدخل الإيراني في اليمن من خلال منع تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، وكذلك تأمين الممرات المائية الدولية، من خلال إيقاف تهديد ميليشيات الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
وتحت عنوان «تحرير الحديدة، ضرورة سياسية واستراتيجية»، أشارت إلى أن الانتصارات الكبيرة التي تحققت منذ انطلاق عملية تحرير الحديدة، بداية من السيطرة على مطار الحديدة، مروراً بالتقدم في عدد من جبهات القتال الأخرى، والاقتراب الآن من تحرير ميناء الحديدة، إنما تكشف بوضوح عن انهيار ميليشيات الحوثي الإرهابية التي تواجه الآن مأزقاً غير مسبوق، ليس فقط بسبب الهزائم وتزايد وتيرة الانشقاقات الداخلية بين قياداتها السياسية والعسكرية، وإنما أيضاً لأن قدرتها على الاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها تتضاءل يوماً بعد يوم، ولم يعد أمامها مفر سوى تسليم الحديدة والتجاوب مع الجهود التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، من أجل إحياء المفاوضات السياسية.
وأضافت النشرة الصادرة أمس، عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، أنه ورغم الانتصارات الميدانية الكبيرة التي تحققت في عملية تحرير الحديدة، فإن دول التحالف العربي، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منفتحة على أي جهود للحل السياسي للأزمة اليمنية، وتدعمها استناداً إلى المرجعيات الثلاث، المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي 2216، ولهذا فإنها تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن. وذكرت أن هذا ما عبر عنه بوضوح معالي يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أمس السبت، حينما أكد دعم جهود المبعوث الدولي لتسهيل عملية تسليم الحوثيين ميناء ومدينة الحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية، سلمياً ومن دون شروط.
وأوضحت أن المشكلة تكمن بالأساس في ميليشيات الحوثي الإرهابية التي لا تزال تراوغ وتناور بشأن تسليم الميناء، فتارة تعلن موافقتها على تسليمه للأمم المتحدة، وتارة أخرى تتراجع عن ذلك، وتقول إنها توافق فقط على الرقابة الأممية على الميناء، في محاولة منها لكسب مزيد من الوقت. ولفتت إلى أن الخطير في الأمر هنا، أن ميليشيات الحوثي في ظل الهزائم التي منيت بها في الآونة الأخيرة، بدأت تلجأ إلى أساليب وممارسات الجماعات الإرهابية لإبطاء تقدم القوات اليمنية الشرعية، سواء في استخدام المدنيين من أطفال ونساء كرهائن ودروع بشرية، أو في القيام بزرع عشرات الآلاف من الألغام البحرية والمتفجرات، لعرقلة السفن ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، كي توحي للرأي العام الدولي بأن عمليات دول التحالف العربي في اليمن هي المسؤولة عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، على أمل وقف هذه العمليات، لكن هذه الحيل لم تعد تنطلي على أحد، ليس فقط لأن ممارساتها باتت مكشوفة ومعروفة للجميع، من سيطرة على المساعدات والمتاجرة بها والحيلولة دون وصولها للشعب اليمني، وإنما أيضاً لأن دول التحالف العربي في اليمن، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، حريصة على إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.