حين لاينفع الندم

تحذير هام جدا لقيادة الانتقالي وكل شعب الجنوب للتنبه لمخاطر الاختراق بالوسائل القانونية لحرف الجنوب عن مساره، عن طريق انتهاج قوى الشمال عملية الاختيار لأعضاء الجانب الجنوبي في الفريق الفانوني المختص بوضع القواعد القانونية المحددة للمهام والاختصاصات لمجلس القيادة والتي تمثل دستورا مؤقتا لمهام القيادة في المرحلة الانتقالية، والأنظمة التشريعية المنظمة لعمل كافة الهيئات والفرق الأخرى المشكّلة وفقا للبيان الرئاسي وعلاقتها فيما بينها، وكذا علاقتها مع السلطات الثلاث معا، والتي تعمل حاليا على قدم وساق في إعدادها وتجييرها لمصلحة قوى الشمال ضد الجنوب، لتستخدم قريبا كسيف مسلط على عنق الجنوب وتقييد فاعلية قواته المسلحة وأمنة وحقوق شعبه السياسية وثرواته وفرض الواجبات والقيود على أشكال نضاله. كل ذلك بهدف تجريد من كل منجزاته التي تحققت بفضل تضحيات شهدائه، وانتحال صفة الجنوب والتحدث باسمه، عبر الزج بعناصر إخوانية وشمالية تنتحل التمثيل الجنوبي لتؤمن تمكين ممثلي الشمال من وضع نظم التشريع التي تساعدهم قانونا في إخضاع الجنوب بكل قدراته العسكرية والأمنية والثروة لخدمة مصالح تلك القوى التي تمثل الوجة الآخر لقوى الاحتلال العام 1994م. إن هذا الوضع غير مقبول من أساسه ومحل رفض سياسي ومجتمعي جنوبي، ويجب أن تدركه قيادات الشمال أيضا، التي قدمت إلى عدن من الخارج بعد هروبها من أرضها لتعمل على ظهور ابناء الجنوب وتضحيات شهدائه متذرعة بالمرجعيات والدستور الذي أصبح منبوذا في أرضهم كما تم نبذهم منها، بهكف إحيائها وهي رميم، لفرضها في أرض الجنوب جزاء استقباله لهم ودعمهم لاعطائهم الفرصة لاستعادة أرضهم من سيطرة المليشيا الحوثية. سياسة الانتقائية في المرجعيات التي تنتهجها الآن قوى الشمال في تعاملها مع الجنوب غير مقبولة إطلاقا، فالقرارات الدولية عن الجنوب للتفاوض بين الشمال والجنوب الصادرة العام 1994 هي مرجعيه للعلاقة بين الجنوب والشمال، بالإضافة إلى مشاورات الرياض واتفاق الرياض، ولا نقبل الانتقائية منها، فإما قبولها معا، أو انتهائها معا، والاحتكام لسلطة الأمر الواقع وكلا يتعامل وفقا لقوته ونفوذه على أرضه. حان الوقت لتستوعب كل القوى بالساحة أن المبادرة الخليجية تم توقيعها بين طرفين من أطراف الأزمة اليمنية، و لم يكن الجنوب طرفا فيها، ولذا فهي لاتمثل مرجعية إلا للموقعين عليها، وملزمة لهما فقط، ومن يتقبلها من أطراف الأزمة في اليمن عن رضا، ولانعترض على ذلك، ولكننا لن نقبل في الجنوب أن يتم فرضها علينا وصياغة النظم والقوانين المنظمة لحقوقنا وواجباتنا وفقا لاحكامها التي صاغوها بانفسهم لإلحاقنا بهم، كما أن مهزلة الحوار اليمني وانتخابات هادي المنفردة أيضا لم يشارك الجنوبيون فيها، وشهداء وجرحى مسيرات الجنوب لرفض الحوار اليمني اليمني، وكذا مجزرة يوم الكرامة لازالت ماثلة أمام الكل، وقد قدم الجنوب فيها أغلى شبابه ثمنا لرفض قبول نتائجها على أرضة فكيف به، أن يتقبل نتائجها اليوم و مايتصل بها أو يصدر عنها كالبيان الرئاسي الصادر عن السلطة التي انتجتها، وتقييد حقوق ومهام اعضاء مجلس القيادة وفرض التصويت من خلال أحكام جائرة لحق شعب الجنوب فرضتها قوى النفوذ الإخوانية لعرقلة أي توافق بين الشمال والجنوب بالمرحلة القادمة. وحتى لا تغتر تلك القوى فإننا كشعب جنوبي يسيطر على أرضه نذكّرهم، أن هذه المرحلة انتقالية ومجلس القيادة هو مجلس جماعي وللمرحلة الانتقالية فقط، ويجب أن تتحدد بمدة زمنية تستند تنفيذ مهامها واحكامها على التوافق والتشاور الشمالي - الجنوبي فقط، وتأجيل مالم يتم التوافق عليه تجنبا لفرضهم شعب الجنوب تصعيد نضالخ من جديد، والذي يعرف هؤلاء الشمالين نتائجة مسبقا. ولتجنب ذلك فالواجب أن يترك للجنوب تمثيل نفسه ووضع نظم عمل مجلس القيادة وآليات عمله والفرق والهيئات المساعدة وفقا لكل المرجعيات السابقة دون انتقائية لأي منها. وعليهم الإدراك أن مهمة المرحلة الانتقالية تتمثل في دعم قوى الشمال من قبل التحالف والجنوب ولفترة محددة لتنظيم وتوجيه قدراتهم شمالا لتحرير أرضهم، وليس إعادة تكريس نظام الإخوان السابق بالتوجه جنوبا والتدخل بأمور حكم الجنوب لمحافظاته للسيطرة عليها واستغلال ثرواته لصالحهم. إن قوى الشمال مطالبة في المرحلة الحالية باثبات حسن النية في تعاملها مع الجنوب، وليس كما بدأت السير بطريق معاكس لها، ومطالبة جنوبا بوقف اختلاق الأزمات والجدية للعمل مع قيادة الجنوب لحل مشكلات الجنوب الاقتصادية والخدمية، ودفع ومرتبات موظفيه، التي وضع اسلافهم والبعض منهم، مسباب مشكلاتها ومعوقات حلها، وعليهم الإدراك وبالمختصر المفيد إنه لم ولن يقبل الجنوب أبدا ان توجه قدراته لدعم قوى الشمال في مواجهه الحوثيين والعمل معهم عسكريا لتحرير أرضهم، بينما يتجهون كمن سبقهم لفرض السيطرة جنوبا، بدلا عن التوجه لتحرير أرضهم. إن نتهاج قوى الشمال هذا الطريق حتما سيخسرها وجودها بالجنوب بلارجعة، كما سبق وأن خسرت وجودهم بالشمال، وعليها أن أن تدرك جيدا أن الجنوب شعب يمتلك الوعي والخبرات والإرادة والتضحية للدفاع عن مصالحه، وليس غبيا كما يعتقدوا لتمرير مخططاتهم لإخضاعه بايادي أبنائه مرة أخرى فأحذروا استغبائه. والمطلوب أيضا من قيادتنا الجنوبية، التي مُنحت الثقة من شعبنا ولازال وسيظل يعول عليها لإيصال الجنوب لتطلعاته باستعادة دولته، التنبه والحذر فهناك كم كبير من الدلائل التي تتوالى لتؤكد صحة هذا الطرح فمسودات عمل مجلس القيادة المتعددة التي اطّلعنا عليها، والتي أعدها أعضاء ذلك الفريق سيء الصيت تدفع لتجريد شعبنا وإخضاعه، وتجريد قيادته السياسية الجنوبية، حتى من انتمائها وموقعها السياسي والعسكري كشرط لممارسة مهامها بمجلس، وهي القيادة الذي فوضها شعب الجنوب لقيادته والتفاوض عنه، وكانت مميزات قوتها السياسية والعسكرية الأساس لاختيارها في عضوية مجلس القيادة، تضع اليوم تلك القوى بزعامة منظرهم الهتار وعطية تلك الشروط لتجريد من تلك المميزات، كما يتم تفصيل مسودات عمل الفرق وهيئة المصالحة أيضا لتضعف دور ممثلي الجنوب فيها، حيث وضعت أربعة نواب لرئيس هيئة المصالحة لأن رئيسها جنوبي، بينما وضعت نائبا واحدا للرئيس في الفرق التي يرأسها شماليين، بل واستبعدت في بعضها النائب كليا واستبعدت اختصاصات رئيس الهيئة وأوكلت اختصاصاته لرئاسة الهيئة بنوابها وبشكل جماعي ايضا، كنموذجين فقط من عشرات بل مئات النماذج المثبتة في مسودات نظام عمل مجلس الرئاسة والفرق الملحقه به في البيان الرئاسي. كما تتوالى الخطوات الحثيثة لاستجلاب الكوادر الحوثية والإخوانية والشمالية عموما بدون تشاور، لشغل المواقع الإدارية الهامة في رئاسة مجلس القيادة وأمانه العامة التي يتم استدعائها للنزول من صنعاء، بينما تم استبعاد كوادر الجنوب التي تم تسريحها من نظام صالح، ومن تبقى خلال سلطة هادي ايضا. وباشر الفريق عملية تقنين الدرجات القيادية العليا لأعضاء هذه الفرق وحاشية ومساعدي الرئيس ومكتب رئاسة المجلس، وتثبيت امتيازاتها المالية بدرجات خيالية وتطبيق لوائح وأنظمة مكتب الرئاسة في عهد عفاش في توسع مفرط بهيكلته الإدارية التي تجسد مواصلة نظام الفساد، وتستغل ثروات الجنوب للانفاق عليها وتؤكد أن مسار هذة القيادة لايختلف عن مسار الإخوان تأمرا وفسادا ولهذا فأن قيادتنا الجنوبية مطالبة بالأخذ بهذا التحذير محمل الجد ايضا والاستفادة من العبر في التعامل معه، قبل أن لاينفع الندم الذي سيدفع شعب الجنوب لوسائل غير متوقعة وغير محسوبو النتائج وربما الكارثية على الجنوب وغير الجنوب أيضا.