قبل كارثة أكتوبر.. دعوات دولية لتمويل خطة إنقاذ صافر
يعول المجتمع الدولي على جهود تنخرط فيها الأمم المتحدة، في مسعى لمواجهة وتجنب التهديدات الاقتصادية والبيئية والإنسانية التي تشكلها ناقلة النفط صافر في منطقة البحر الأحمر.
ناقلة صافر تتعرّض لتحلل سريع وهي غير مستقرة وتحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط الذي تسرّب في كارثة الناقلة إكسون-فالديز، وهذه الكمية الهائلة معرّضة للتسرّب أو الانسكاب أو الانفجار في أي وقت، ما يعطل إلى حدّ كبير طرق الشحن في منطقة الخليج والصناعات الأخرى عبر منطقة البحر الأحمر، ويكون السبب في كارثة بيئية هائلة، ويزيد من حدّة الأزمة الإنسانية، وفي حال حدوث تسرب، فمن المتوقع أن تكلّف عملية التنظيف وحدها 20 مليار دولار.
وبحلول شهر أكتوبر المقبل، ستجعل الرياح العاتية والتيارات المتقلبة عملية الإنقاذ التي تقودها الأمم المتحدة أكثر خطورة وسترفع من خطر تحطم السفينة.
الولايات المتحدة وهولندا، دعتا في بيان مشترك، إلى دعم جهود الأمم المتحدة لمعالجة هذه التهديدات، وشدّدا على أهمية جمع 144 مليون دولار من أجل تمويل خطة الأمم المتحدة التشغيلية، والتي تتضمن 80 مليون دولار لعملية طارئة لتفريغ النفط من صافر إلى سفينة مؤقتة.
في السابق، تم جمع ما يقرب من نصف الأموال المطلوبة لعملية الطوارئ في اجتماع التعهدات الذي استضافته الأمم المتحدة وهولندا في أبريل الماضي، غير أن ثمّة حاجة ماسة للمزيد من التبرعات للمضي قدما في العملية.
ودعا البيان، المانحين من القطاعين العام والخاص على التفكير في تقديم مساهمات سخية للمساعدة في منع التسرب أو الانسكاب أو الانفجار، وهو ما قد يترك آثارا مدمّرة على سبل العيش والسياحة والتجارة في أحد ممرات الشحن الأكثر حيوية في العالم.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، والسفير الهولندي في اليمن بيتر ديريك هوف، شاركا مع المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن ديفيد جريسلي، في رحلة إقليمية في الخليج؛ لزيادة الوعي بالمخاطر الوشيكة التي يشكلّها تسرّب النفط من ناقلة النفط صافر على المنطقة بأكملها، ودعوا المجتمع الدولي، بما في ذلك القطاع الخاص، إلى اتخاذ إجراءات فورية للتصدي للتهديدات الوشيكة التي تشكلها الناقلة.
وكثيرا ما حذرت الأمم المتحدة من أن ناقلة النفط صافر التي كانت تستخدم كخزان عائم وبداخلها ما يزيد قليلا عن مليون برميل نفط والمتروكة قبالة ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المليشيات الحوثية، تواجه خطرًا وشيكًا بالانشطار.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 25 أبريل الماضي، حاجتها إلى 144 مليون دولار للاستجابة لأزمة "صافر"، وذلك قبل تنظيم اجتماع للمانحين في وقت سابق من مايو الجاري، لكن الاجتماع فشل في جمع هذه المبالغ.
فنيا، واجهت الأمم المتحدة صعوبات جمة في إجراء زيارة من قبل فريق خبرائها لموقع الناقلة، وذلك على إثر تراجع ونكث الحوثيين لتعهداتهم بالسماح للفريق بصيانة الخزان العائم وتفريغه لتجنب حدوث كارثة بيئية.