الوحدة أنتهت .. ولا مستقبل لغير الأخوة والمصالح المتبادلة

الإعتراف بحق شعبنا الجنوبي في تقرير مصيرة وإستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة وكاملة السيادة على أرضه من قبل أشقائنا في الشمال والإقتناع الكامل وبعيدا عن الأوهام والأطماع؛ بأن الوحدة قد أنتهت عمليا في يوليو من عام ٩٤م عندما تم إجتياح الجنوب وإحتلاله بعد حرب عدوانية ظالمة مدمرة وغاشمة؛ لهو الأمر المطلوب واقعيا؛ لضمان علاقة ندية مستقبلا تحافظ على روح الأخوة ومشاعر الود والإحترام؛ وتؤمن شبكة المصالح المتبادلة وإنسياب المنافع وحركة التجارة والعمل والتنقل بين شعبينا في الجنوب والشمال ووفقا لإجراءات وقواعد منظمة لكل ذلك . وبغير هذا فإن البديل هو إستمرار الصراع وتوالد الحروب والأزمات وديمومة التوتر وإنعدام الإستقرار وغياب التنمية؛ لأن شعبنا في الجنوب لن يقبل بغير المضي قدما في كفاحه الوطني من أجل إستعادة دولته وسيادته على أرضه ولن يتوقف في منتصف الطريق؛ ولا بمقدور أي قوة إجباره على القبول بأي خيارات أخرى أو التنازل عن هذا الهدف الوطني العظيم الذي قدم أعظم وأغلى التضحيات من أجله؛ وتحمل كثيرا من الآلام والمعاناة وقاسى كل صنوف العذاب والحرمان جراء حرب الخدمات البشعة واللا إنسانية وقطع المرتبات وغير ذلك كثير وكثير يعرفه الجميع . إن الواقعية السياسية التي تستند على الحقائق والمعطيات وتعتمد لغة العقل والمنطق والنظر إلى المستقبل برؤية ثاقبة؛ هو ما نحتاجه اليوم لنضمن علاقات دائمة مستقرة تحقق التنمية المستدامة وتتوفر فيها كل عوامل البناء والنهوض ومغادرة مربعات الحروب والكراهية والتربص بالآخر؛ وفتح الأبواب لمستقبل أفضل يستحقه شعبينا الشقيقين وبجدارة في إطار دولتين شقيقتين جارتين تحترم كلا منهما الأخرى وتتكامل معها في مجالات كثيرة ومتنوعه وبما يلبي مصالح الناس ويؤمن لهم العيش بكرامة وبأمن وآمان .