جروندبرج في عدن.. تمديد مشروط للهدنة والجنوب أول الملتزمين

الأحد 29 مايو 2022 20:32:08
جروندبرج في عدن.. تمديد مشروط للهدنة والجنوب أول الملتزمين

أثار وصول المبعوث الأممي هانز جروندبرج إلى العاصمة عدن، تساؤلات عما يمكن أن تؤول إليه هذه الجولة، وسط احتمالات قوية بشأن تمديد الهدنة التي يفترض أن تنتهي يوم الأربعاء المقبل.

ووصل المبعوث الأممي اليوم الأحد، إلى العاصمة عدن قادما من المملكة الأردنية.

ومن المتوقع أن يعقد جروندبرج مباحثات مع مجلس القيادة الرئاسي عقب جولة أولى من المفاوضات حول فتح الطرق.

العنوان الأبرز لزيارة المبعوث الأممي تحمل عنوانًا واضحًا وهو محاولة تمديد الهدنة وسط مساع لتشكيل جدار من الثقة في هذا المجال، بيد أنّ آمالًا كبيرة لا تعلق على ذلك بالنظر إلى تمادي المليشيات الحوثية في ارتكاب خروقات للهدنة.

جنوبيًّا، أكدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي موقفها الثابت الداعم لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام، ودعمها لجهود تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، مشددة على أهمية أن يكون تمديدها وفقا لضوابط مُلزمة لكل الأطراف.

موقف الجنوب يتناغم مع سياسات راسخة ومستمرة تقوم على محاولة إحلال السلام والاستقرار وتغليب أطر الحل السياسي ووضع حد للصدام الذي خلّف أزمة إنسانية باتت مصنفة بأن أبشع الأزمات على مستوى العالم.

لكن على النقيض، فإنّ الحجم الأكبر من الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية تقع في محافظة الضالع، بما يعني أنّ الجنوب قيد الاستهداف الخطير والمروع من قِبل هذا التيار المدعوم من إيران.

هذا الواقع يفرض أمرين مهمين، أولهما أن رغبة أو تطلع المجتمع الدولي للتوصل إلى هدنة ناجعة ومستمرة وحتى طويلة الأمد يتطلب ممارسة ضغوط كبيرة على المليشيات الحوثية بما يضمن إلزامها بوقف خروقاتها.

وعلى الرغم من أهمية هذا الأمر، إلا أنّه لا توجد ثقة كبيرة في إمكانية الوصول إلى هذه النقطة، وذلك استنادًا إلى التجارب السابقة التي تكن مضيئة أبدا، فكل المحاولات أو الاتفاقات التي توصلت إلى وقف لإطلاق النار لم تلتزم بها المليشيات الحوثية الإرهابية.

البند الآخر الذي يشغل الجنوبيين هو التعامل مع الخروقات الحوثية، وهنا الحديث يتركز على الواقع العسكري، إذ لا يعقل السماح للمليشيات الحوثية بتهديد أمن الجنوب، بما يعني أنّ الرد على تلك الخروقات يقوم على توجيه ضربات قوية للمعسكر الحوثي على الأرض لإظهار عين حمراء تحمي أمن الجنوب.

كل هذه التطورات تعني أن الكرة أقرب ما تكون إلى الأمم المتحدة، التي لا يجب أن تتوقف عند الإعلان عن هدنة إنسانية سواء قصيرة أو طويلة الأمد، بينما الأمر يشمل حتمية اتخاذ الضمانات التي تفرض على المليشيات احترام تلك الهدنة للانتقال إلى مرحلة مغايرة لما ساد عليه الأمر طوال الفترات الماضية.