أخبار الساعة: تجميد الحملة العسكرية لدعم جهود السلام في اليمن
أكدت نشرة أخبار الساعة أن قرار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤخراً، تجميد حملته العسكرية الرامية إلى تحرير مدينة الحديدة ومينائها بشكل مؤقت، يأتي من منطلق الحرص على دعم جهود السلام في اليمن، ولإفساح المجال أمام جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، لإقناع ميليشيات الحوثي الإيرانية بالانسحاب من المدينة ومينائها بشكل كامل ومن دون شروط.
وأضافت تحت عنوان «من أجل دعم جهود السلام في اليمن» أن دول التحالف العربي، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وضعت الحل السياسي للأزمة اليمنية في مقدمة أولوياتها، بل إن تدخلها في اليمن منذ عملية «عاصفة الحزم»، وانتهاء بعملية «تحرير الحديدة»، كان يستهدف في جانب منه ممارسة ضغوط حقيقية على الانقلابيين للانخراط في مفاوضات الحل السياسي، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتعارف عليها. وذكرت النشرة، التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن قرار التحالف العربي تجميد عملية تحرير الحديدة سيمثل اختباراً حقيقياً لميليشيات الحوثي الإرهابية، ومدى جديتها في التعاطي مع الجهود التي يبذلها مارتن غريفيث لحل الأزمة، فإما أن تثبت أنها حريصة على الحل السياسي وتتفاعل بإيجابية مع المقترحات الرامية لحلها، وإما أن تواصل سياسة المناورة والمراوغة التي اعتادت عليها من أجل كسب مزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفها كما فعلت مرات عدة في السابق، حينما رفضت قبل أشهر أن تسلم ميناء الحديدة للإدارة الأممية، بدعوى أن الميناء يمثل الوسيلة الرئيسة لانتقال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، برغم التزام دول التحالف تأمين وتيسير هذه المساعدات عبر موانئ ومنافذ أخرى. وأوضحت أنه في كل مراحل الأزمة اليمنية لم تبدِ ميليشيا الحوثي الإرهابية أي جدية في التعامل مع الجهود الأممية لحل الأزمة بالطرق السياسية والدبلوماسية، بل على العكس فإنها لجأت إلى استخدام القوة لتنفيذ مخططاتها للسيطرة على مقدرات الدولة اليمنية، وربطها بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، فانقلبت على الشرعية السياسية والدستورية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، ولهذا جاءت عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقها التحالف العربي من أجل استعادة الشرعية، وإنهاء هذا الانقلاب، وتحرير كامل التراب اليمني من سيطرة هذه الميليشيا، والتأكيد على هوية اليمن العربية.
ولفتت إلى أن الميليشيات الحوثية تاجرت بالمعاناة الإنسانية للشعب اليمني في الآونة الأخيرة، برغم أنها تعتبر المسؤول الرئيس عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في العديد من المناطق، بعد أن سيطرت على جانب كبير من المساعدات الإنسانية والإغاثية، وقامت بتوزيعها على أنصارها.
وأشارت النشرة إلى أن قرار تجميد عملية تحرير الحديدة جاء في وقت حققت فيه هذه العملية العديد من الانتصارات الميدانية، سواء لجهة تحرير مطار الحديدة، أو لجهة الاقتراب من تحرير ميناء الحديدة، أو لجهة التقدم في العديد من الجبهات الأخرى، الأمر الذي أفقد ميليشيات الحوثي الإرهابية توازنها وباتت محاصرة الآن أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل الاتهامات الدولية المتزايدة التي توجه إلى إيران، حليفها الرئيس، بالوقوف وراء تعقيد الأزمة، ومطالبتها، أي إيران، بالتوقف عن إمداد الحوثي بالسلاح أو تحريضه على مواصلة القتال من أجل إطالة أمد النزاع.