ثالوث الشرر باليمن .. الحوثيون وحزب الله والحرس الثوري
الأربعاء 4 يوليو 2018 18:24:00
رأي المشهد العربي - خاص
لا يشك أحد في أن اليمن يمر بمحنة، خاصة بعد انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية والتسبب في الحرب الدائرة رحاها منذ حوالي 3سنوات، كذلك لا يشك أحد في الدور الخبيث لمحور الشر في المنطقة وهو الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وجماعة الحوثي.
وما يدور في اليمن يؤكد أن طهران تعمل وفقا لاستراتيجية إنشاء حلف يضم ثالوث الشر في المنطقة العربية بل والعالم وهو الحرس الثوري وحزب الله والحوثيين، وهم أدخلوا البلاد في أتون حرب هي الأوسع في تاريخها.
وانقلبت ميليشيا الحوثي على الشرعية، ما دفع السعودية والإمارات لقيادة تحالف لدعم الشرعية عام2015 لإفشال مخططات إيران في تحويل اليمن إلى ساحة ابتزاز للجيران والإقليم والعالم.
وأدخل الانقلاب الحوثي أكثر من 17 مليون يمني تحت خط الفقر، فيما أصبح 7 ملايين نسمة على شفا مجاعة، وفقاً للإحصائيات الدولية.
تخطيط مسبق
ولم يأتي الانقلاب الحوثي على الشرعية دون تخطيط مسبق من إيران، بل أنشأت إيران عقب ثورة فبراير/شباط، 19 حزباً سياسياً يمنياً وأكثر من 30 منظمة حقوقية ومدنية، ومنظومة من وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية والصحفية والإلكترونية كانت الصوت الناعم لانقلاب الحوثيين وتمددهم والتغطية على انتهاكاتهم وجرائمهم.
كذلك لعب حزب الله اللبناني دورا كبيراً في دعم جماعة الحوثي الإرهابية على الرغم من نفي زعيم حزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله إرسال جنود أو أسلحة إلى الدول العربية وإطلاق صواريخ من اليمن.
وفي تناقض للشيعي حسن نصرالله في عدم تواجد جنود تابعين لحزبه باليمن فقد اعترف لأول مره بسقوط قتلى من عناصر حزبه في اليمن وهم يقاتلون في صفوف جماعة الحوثيين ضد القوات المشتركة.
وكان التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية في اليمن قد أعلن مقتل ثمانية عناصر من حزب الله بينهم قائد ميداني في ضربة جوية استهدفت الحوثيين شمال العاصمة صنعاء.
وثائق إدانة
وأكدت الحكومة اليمنية امتلاكها العديد من الوثائق والأدلة المادية التي توضح انخراط أفراد ينتمون إلى حزب الله في الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي وصالح على الشعب اليمني.
وبالتزامن مع اتهامات الحكومة اليمنية، لحزب الله، بثت قناة "الإخبارية" السعودية فيديوهات مسرّبة لأحد خبراء حزب الله وهو يحاضر مجموعة من المليشيا على العمل العسكري والأمني.
وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصادر في التحالف العربي أن مليشيا الحوثي تستعين بخبراء من حزب الله اللبناني لإعداد لقطات مصورة تظهر استهداف سيارات تابعة للتحالف، من خلال الخدع التصويرية المستخدمة في صناعة الأفلام وبرامج "الفوتوشوب"، عبر ما يُعرف بالإعلام الحربي، في محاولة لإيهام المواطن اليمني بتحقيق الانقلابيين إنجازات عسكرية، في حين أنها تخسر كل يوم على الأرض.
و"الإعلام الحربي"، تسمية إيرانية للإعلام العسكري، ظهر في بؤر الصراع التي تقودها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، تستعرض من خلاله صوراً وفيديوهات لعملياتها العسكرية بطريقة حماسية وتعبوية تفتقد حقائق الواقع الميداني والعسكري.
الإعلام العسكري أيضًا ينقل تصريحات تحمل الكذب والتدليس من قادة عسكريين في إيران ولعل أحدثها هو ما قاله القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، عن ما سماها "المقاومة"، وهو يقصد ميليشيا الحوثي الإرهابية، بأنها أنجزت مكتسبات مستلهمة من نور المقاومة الإسلامية التي تستمد كيانها من الفكر المتبحر والتفكير المتعمق لسماحة القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية الإمام السيد علي خامنئي".
ومنيت ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بخسائر في عدة جبهات خلال مواجهات مع القوات المشتركة ، بعد انهيار تحصيناتهم الدفاعية الرئيسية التي كانت تعول عليها في الساحل الغربي لليمن.
قيادات الملف اليمني
خصصت إيران قيادات للملف اليمني أبرزهم القيادي في حزب الله ناصر أخضر، ووفقاً لتأكيدات مصدر يمني، هو المسؤول الأول عن الملف اليمني وهو إحدى حلقات الوصل مع إيران أيضاً، حيث إن مسؤولي إدارة الملف اليمني في طهران يتشاركون المعلومات والقرارات مع "أخضر" وسفارة طهران في صنعاء وشخصيات استشارية يمنية تقدم دراسات ومقترحات للجانب الإيراني .
ووفقاً للمصدر، فإن هذه المنظومة تصدر قرارات دعم المنظمات ومرتبات المشايخ القبليين والدينيين والناشطين والوسائل الإعلامية وحتى السياسة الإعلامية، وتحديثها وفقاً لمستجدات الميدان، بالإضافة إلى تخطيط الفعاليات الشعبية والجماهيرية على مستوى الداخل اليمني
"أخضر"، المعروف بـ"أبو مصطفى"، يشغل منصب الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وهي منظمة إيرانية تدير كل الوسائل الشيعية إيرانياً وعربياً، كما أنه يدير بصفة مباشرة قناة "الساحات" التي تمولها طهران وتُبث من لبنان إلى جوار قناة "المسيرة"، الناطقة باسم مليشيا الحوثي .
ويلعب "أخضر" دوراً مهماً في العمل السياسي للحوثيين وهو ما أظهرته جولة مفاوضات بييل السويسرية التي رعتها الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، حيث نشرت بعض المواقع، صوراً تُظهر القيادي في حزب الله خارج غرف المفاوضات ويتحدث مع قيادات إعلامية حوثية، في مشهد يكشف مستوى المتابعة والحرص في توجيه المليشيا وقياداتها.
استقطاب
يبدأ البناء الفكري والعسكري من استقطاب شباب يمنيين في مخيمات لشباب الصحوة الإسلامية على مدار السنوات الماضية، وهي مخيمات كشفية تتضمن تدريبات عسكرية وأمنية تقام بالضاحية الجنوبية، وفقاً لمصدر يمني.
المصدر أوضح أن التدريب الأمني لا يقتصر على لبنان، فهناك العراق تُسيَّر إليه مجموعات، وهناك دورات متقدمة في إيران طائرة إلى العراق ومنها إلى إيران، حيث تتولى مؤسسات التنسيق والتسفير بين اليمن والعراق ولبنان وإيران، فهناك أفواج تسير على شكل مجموعات يتراوح عددها بين 20 و30 فرداً، ومعظم هذه المؤسسات تقوم على أساس ديني بمرجعية شيعية.
وتؤكد هذه الممارسات صحة التوجه العربي عندما قررت جامعة الدول العربية تصنيف الحزب جماعة إرهابية وبالتالي فإن تدخلاته في أي بلد عربي هو عمل إرهابي مكتمل الأركان.
ولعل مايؤكد النوايا الخبيثة للأذرع الإيرانية تجاه اليمن بعد الهزائم الساحقة التي تتعرض لها على يد التحالف العربي ما أعلنه القيادي الولائي في ميليشيا الحشد الشعب الشيعية بالعراق، حيث تطوع كجندي لنصرة الإرهابي عبدالملك الحوثي الذي انكشف ضعفه وميليشياته الإرهابية.
ويمثل نجاح التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في رصد واستهداف هذه الميليشيات ضربة كبيرة للحزب وإيران معا، وإضعافا لنفوذ طهران في البلد العربي، الذي يعاني من التدمير الممنهج على أيدي عصابات إيرانية.