الازدواجية الدولية تجاه القواسم الحوثية الإخوانية
رأي المشهد العربي
تُظهر الاعتداءات والجرائم المتطرفة التي ترتكبها المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية الإرهابية، أن هناك العديد من القواسم المشتركة في إرهاب كلا الفصيلين، وسط حالة من ازدواجية المعايير من قبل الأمم المتحدة الصامتة اتجاه ما يتعرض له الجنوب.
الأطفال هم الحلقة الأضعف في ظل الإرهاب الذي يُشكله الحوثيون والإخوان، فهناك الكثير من الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الأطفال أشدها قسوة هي جريمة تجنيد الأطفال والزج بهم قسرا إلى جبهات القتل ومحارق الموت.
وفيما يملك هذا الفصيلان باعا طويلة في استهداف الأطفال وحشو عقولهم بالأفكار المتطرفة، فإن جرائم التعذيب المعيشي أحد صور الاستهداف الذي تشنه المليشيات الإخوانية والحوثية.
وفيما تزداد موجات الإدانة الدولية بين حين وآخر تجاه جريمة التجنيد القسري التي ترتكب تجاه الأطفال، فإن هناك صمتا مستغربا تجاه ما يتعرض له أطفال الجنوب من اعتداءات مروعة.
البيانات الأممية التي تتضمن إدانة مقتل أطفال تجندهم المليشيات الحوثية، تتجاهل في الوقت نفسه أن عددا كبيرا من الأطفال في الجنوب يموتون بالتجويع والحرمان في ظل حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب منذ فترات طويلة.
حالة الصمت الأممية المُطبقة في هذا الإطار تشكل دافعا لمايُسمى بـ تنظيم الإخوان الإرهابي في التمادي في السطو على مقدرات الجنوب والعبث بمؤسساته والعمل على تأزيم الوضع المعيشي، ما ينذر بكارثة إنسانية محدقة.
حماية أطفال الجنوب الذي يمثلون مستقبل الوطن وسبيل الحفاظ على بقاء الدولة بعد استعادتها، يتطلب الانخراط في تحركات عاجلة لمخاطبة المنظمات الدولية بشأن ما يتعرض له الجنوب من حرب خدمات قاسية.
في الوقت نفسه، فإن الفرصة الوحيدة لضمان عدم وصول الأمر لمرحلة الانفجار هو الدفع نحو إزاحة نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي من الجنوب بشكل كامل، وهي الخطوة الرئيسية والجوهرية لحماية الجنوب من هذا الخطر.