بلسان فارع المسلمي.. الحرب على اساس عنصري تجاه عدن

شاهدت تصريحات لمدير مركز صنعاء للبحوث فارع المسلمي، وهو يتحدث عن "رفض اليمن (كنخب سياسية وإعلامية)"، الاستقرار في الجنوب، بدعوى "يا ننجو كلنا يا نغرق كلنا في الفوضى". الرجل كان صادقا لأنه قال ما يدور في الغرف المغلقة من قبل النخب اليمنية تجاه الجنوب، قاله هو على شاشة قناة فرانس 24، صحيح ان طموحات الجنوبيين ربما أكبر من "تطبيق تجربة "أرض الصومال"، والمعروفة بـ" صوماليلاند"، فهو يقول "مستحيل ان يكون الجنوب مستقرا واليمن الشمالي لم يستقر بعد. فارع المسلمي قال كلاما مألوفاً، فوزير الخارجية الأسبق عبدالملك المخلافي، قال ذات يوم "وهو وزير خارجية"، "لن نسمح باستقرار عدن، لأن استقرارها يشجع على الانفصال". ماذا فعلت بكم عدن؟ لماذا كل هذه الحروب على عدن؟ هل يجرؤ أحد المتشعبطين بـ"عدن"، ان يقول لنا لماذا كل هذه الحروب والتفجيرات والأزمات في عدن ومدن الجنوب الأخرى؟ لن يجرؤ؟، والأسباب لا اود شرحها الآن. حين نعيد قراءة التاريخ وما تعرضت له العاصمة عدن، على يد الفارين والمهاجرين غير الشرعيين الذين تركوا بلادهم بحثا عن الأمان في عاصمة الجنوب العربي، بعد ان شردتهم الامامة الأولى، نستعرض صفحات من تأريخ أسود، فالمهاجرون الذين كان يفترض ان يقدروا لعدن صنيعها معهم، الا انهم "مارسوا العبث والقتل والإرهاب"، وحولوا عدن الى ساحة صراعة دموية، منذ اللحظة الأولى للاستقلال. وانا اكتب هذه المقالة "تذكرت بعض التصريحات الخليجية وهي تتحدث عن ادخال اليمن في مجلس التعاون الخليجي؟، هل سيرتكب الخليجيون الخطأ الذي ارتكبه قادة الجنوب العربي؟؛ ما علينا من كل هذا ليس موضوعنا الآن، ولكن نسأل انفسنا بعد عقود من الحروب التي تتعرض لها عدن من قبل الاشقاء في اليمن؟. لماذا يستهدف الجنوب، لماذا تستهدف عدن؟، لماذا لم يقم الجنوبيون بأي ردة تجاه لك ما يحصل؟. سأعيد كتابة جزء من قصة حقيقية يعرف تفاصيلها الكثير، وهي عملية اغتيال النقابي علي حسين القاضي. في الـ24 من ابريل العام 1966م، وبينما كان الهدوء يخيم على حي القلوعة، كان هناك من يطرق باب منزل النقابي علي حسين القاضي، فتح الباب وإذ بثلاثة اشخاص أحدهم يعمل "فيتر بيب" في مصافي عدن، رحب بهم وأدخلهم إلى المنزل، وأكرمهم بالضيافة حتى شبعوا، عملا بالمثل القائل " إذا أكرمت الكريم ملكتهُ وإذا أكرمت اللئيم زاد تمرداً". ولأن اللؤم صفة من صفات "هؤلاء القوم"، هم الأشخاص الثلاثة بالخروج من المنزل، وكان على النقابي القاضي ان يودعهم في الباب، كما هو متعارف عليه عند العرب، الا ان أحدهم طلب منه الخروج أكثر الى امام البيت، ولم يعد الا جثة هامدة، لقد أفرغ "فيتر بيب"، خمس طلقات من مسدسه في رأس القاضي وارداه قتيلاً. لم تكن أصوات الرصاصات الخمسة من اثارت رعب سكان القلوعة، بل صراخ زوجته وأمه وبناته، كيف لضيوف ان يقتلون مضيفهم بعد ان "أكلوا وشربوا في بيته حتى انتفخت بطونهم"، وهذه القصة تفاصيلها في مذكرات الرئيس علي ناصر محمد. منذ الشهور الأولى لتحرير العاصمة عدن، والهجمات الإرهابية والاغتيالات لم تتوقف.. ثم تأتي لتتحدث عن عنصرية في سؤال "من أين أنت"، في حين انه كان يفترض طرح السؤال التالي :"لماذا تقتلني؟" ماذا فعلت بك لكي تقتلني؟.. ويكفي