توصيات الجمعية الوطنية تغازل التطلعات وتحارب التحديات
رأي المشهد العربي
تناغمت التوصيات الصادرة عن الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، مع تطلعات الشعب الجنوبي، في إطار مواجهة التحديات الراهنة التي تحاصر قضية شعب الجنوب.
التوصيات شملت عدة ملفات وذلك بين الشق السياسي والعسكري والخدمي، وجميعها تتمحور حول مسار قضية الشعب العادلة، إذ شملت الدعوة لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وخصوصا الشق العسكري، وتضمنت الدعوة لتطوير أداء هيئات المجلس الانتقالي واستيعاب أكبر عدد ممكن من الكفاءات الجنوبية، والتشديد على العمل الفوري على استقرار العملة وتوفير الخدمات والتخفيف من معاناة المواطنين.
كما نادت الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي في توصياتها لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع دول الجوار وفي مقدمتها مصر، والتأكيد على أن قضية شعب الجنوب لا تقبل المساومة.
توصيات الجمعية الوطنية قوبلت بارتياح شديد بين الجنوبيين الذين أبدوا ثقتهم الكاملة في القدرة على أن تشكل هذه التوصيات إطارا يتم خلاله رسم خارطة طريق تُترجم إلى سلسلة قرارات تنعكس سريعا على الوضع المعيشي للجنوبيين.
على الصعيد السياسي، فإن التوصية التي قد تكون أكثر أهمية تتمثل في أن قضية شعب الجنوب لا تقبل المساومة، وهذا الأمر ترجمة صريحة لتمسك جنوبي بالمشاركة في أي مفاوضات ترمي إلى الحل السياسي الشامل.
يعني هذا بوضوح أن أي محاولة لتهميش الجنوب أو إقصائه من المشهد السياسي ستكون بمثابة الشرارة التي ستشعل نيران الغضب في الجنوب لتلتهم أي مؤامرات تعادي الجنوب وقضية شعبه.