الإفشال الحوثي للمحادثات الأممية يوثق صحة استراتيجية الجنوب للحسم العسكري

السبت 25 يونيو 2022 00:17:58
الإفشال الحوثي للمحادثات الأممية يوثق صحة استراتيجية الجنوب للحسم العسكري

تواصل المليشيات الحوثية الإرهابية العمل على إفشال المباحثات التي تجريها الأمم المتحدة تحت مظلة الهدنة القائمة، بحثا عن التوصل إلى حل سياسي، في توجه يعكس صحة استراتيجية الجنوب التي تميل إلى ضرورة الاستعداد للحسم العسكري.

وفيما كانت تعوّل الأمم المتحدة على أن تشهد الفترة الراهنة حلحلة سياسية، إلا أن المليشيات الحوثية وجهت صدمة مدوية لجهود المباحثات بعدما زرعت العراقيل أمام الجهود الأممية في إطار البحث عن توافقات.

المثير للقلق هو ما كشفته مصادر مطلعة عن المفاوضات بقولها إن المحادثات عادت إلى نقطة الصفر، وهو أمرٌ كان متوقعا بشكل كبير في ظل الإصرار الحوثي الواضح على إطالة أمد الحرب.

وإلى جانب فتح الطرق، كانت الأمم المتحدة تحاول جاهدة بناء حالة من الثقة عبر توافق ميداني يُترجم لاحقا إلى توافق سياسي يضع حدا للأزمة الإنسانية التي تصنفها التقارير الدولية بأنها من أبشع الأزمات على مستوى العالم.

الإصرار الحوثي على إفشال المحادثات أمر يفتح الباب للحديث عن سيناريوهات عديدة، أكثرها زخما هو الحديث عن الانخراط في مواجهات عسكرية تواجه التعنت الحوثي المتصاعد.

هذا السيناريو هو تأكيد لصحة الاستراتيجية التي يتبعها المجلس الانتقالي، والتي تتضمن ضرورة الاهتمام بالمسار العسكري وإجراء المعالجات اللازمة في منظومة الدفاع بما يساهم في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات المدعومة من إيران.

وكان الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، قد أكد في كلمته خلال الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، ضرورة ضمان معالجة الإخلال في وزارتي الدفاع والداخلية، والقدرة على مواجهة التهديدات العسكرية، وتنسيق الجهود العسكرية والعملياتية بين القوات الجنوبية المسلحة ومختلف القوات العسكرية المناوئة لمليشيا الحوثي.

وقال الرئيس القائد إنّ الجنوب قدّم عشـرات الآلاف من الشهداء والجرحى من أجل الجنوب، وأضاف: "أسهمنا ولا زلنا وسنظل مع كل الشـرفاء في اليمن نحو تأمين كامل لأمن المنطقة وسلامة مستقبلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والديني."

كما دعا كل القوى والمكونات والنخب اليمنية إلى توحيد صفها، من خلال إجراء حوار جاد وحقيقي وعميق يعالج مسببات الصـراع في الشمال لضمان مستقبل آمن لمناطقهم وأجيالهم القادمة وسنكون دائمًا إلى جانبهم فيما فيه مصلحتهم سلمًا أو حربًا.

تصريحات الرئيس الزُبيدي التي تلخص الاستراتيجية الجنوبية في هذا الصدد، برهنت على حنكة الجنوب وأنه يتحلى برؤية ثاقبة فيما يخص مواجهة وردع التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية الإرهابية ليس فقط دفاعا عن الجنوب لكن عن المنطقة برمتها.