أزمة خزان صافر.. تحذير جديد وتهديد خطير
بين حين وآخر، تحرص القوى الدولية والمنظمات الإقليمية، إلى قرع جرس إنذار تخوفا من احتمالية انفجار خزان صافر النفطي، وهي الأزمة التي - حال حدوثها - ستكون لها الكثير من التبعات في الفترة المقبلة.
ففي أحدث التحذيرات، نبّه رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، إلى مخاطر كارثية وشيكة لتسرب أو غرق أو انفجار ناقلة النفط صافر الراسية قبالة مدينة الحديدة والتي تحمل على متنها 1.14 مليون برميل نفطي.
وأرجع السعومي، هذه المخاطر إلى استمرار التعنت الحوثي ورفض المليشيات دخول فريق أممي لصيانتها وتفريغها منذ ست سنوات؛ ما يهدد بحدوث أكبر كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية وخيمة مع الأمن والسلامة البيئية.
وشدد رئيس البرلمان العربي، على ضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل بممارسة مزيد من الضغط على المليشيات الحوثية لوقف تلاعبها بالملف واستخدامه مادة للضغط والابتزاز السياسي والتعامل معه كرهينة والسماح للفريق الأممي بالصعود للناقلة وتقييم وضعها الفني وتفريغ الناقلة، التي باتت تمثل تهديدا حقيقيا لحركة الملاحة الدولية.
وأهاب بالأمم المتحدة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان منع تسرب النفط ونقله لمكان آمن أو الاستفادة منه، داعيًّا المجتمع الدولي للمساهمة العاجلة لدعم هذه المبادرة، والعمل الجاد لإنقاذ الموقف المتأزم الذي ينذر بكارثة.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تحذير أطلقته الأمم المتحدة من مغبّة وقوع أي تأخير في إنقاذ الناقلة النفطية العائمة، خزان صافر وما سيأتي به من تداعيات كارثية بيئية وإنسانية واقتصادية وخيمة، تكلف عشرات المليارات من الدولارات.
وبحسب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديفيد جريسلي، فإنّ تنظيف النفط الخام المتسرب حال انفجار الخزان؛ سيكلف 20 مليار دولار، وأكّد أن الصيد سيتأثر كذلك لمدة لا تقل عن 25 عاما، كما ستتضرر الاستثمارات في البلاد بشكل مؤكد، وسيصل التأثير إلى الدول المشاطئة للبحر الأحمر.
المسؤول نفسه كان قد صرح في نهاية مايو الماضي، بأن هناك حاجة لـ 40 مليون دولار في يونيو، لبدء عملية الطوارئ لتنفيذ خطة حل أزمة الخزان صافر قبل فوات الأوان.
وفي منتصف يونيو، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تقديم السعودية مبلغ عشرة ملايين دولار للإسهام في مواجهة التهديد القائم من ناقلة النفط "صافر".
وذكر المركز أنَّ السعودية دأبت على دعم جهود الأمم المتحدة لمواجهة وتجنب التهديدات الاقتصادية والإنسانية والبيئية المحتملة لناقلة النفط صافر، وتداعيات تسرب النفط منها التي قد تسبب كارثة بيئية وملاحية كبيرة تهدد ساحل البحر الأحمر ومجتمعات الصيد والملاحة الدولية ودخول الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة، مما سيفاقم الأوضاع الإنسانية وسيهدد الدول المطلة على البحر الأحمر.
المبلغ الذي أعلنت الأمم المتحدة حاجتها لجمعه لم يتم الوصول إليه حتى الآن، بما يعني أن هناك تحديات ضخمة قد تجابه هذا الملف، في وقت اقترب شهر يونيو من الانتهاء دون أن تلوح أي بوادر على أن تكون المنظمة الدولية قد جمعت المبلغ المطلوب.
في ظل هذا الوضع المرتبك، يحذر المتخصصون من أن تغاضي المجتمع الدولي عن ممارسة ضغوط على المليشيات الحوثية لإجبارها على احترام هذا المسار.