التحركات الأممية في موانئ الحديدة.. مراقبة غير مجدية واعتراف بالعسكرة الحوثية
أكثر من أسبوعين مرّا على إعلان بعثة الأمم المتحدة زيادة دورياتها في الحديدة دون أن يُحدث ذلك تغييرا في المشهد العسكري.
رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" اللواء مايكل بيري كان قد صرح في منتصف يونيو الجاري، بأن هناك مشهد عسكري وسياسي جديد في الحديدة.
وأضاف في تصريحاته آنذاك، أن البعثة تمكنت من زيادة دورياتها إلى الموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وأشار إلى أن مراقبة الموانئ تهدف لضمان الحفاظ على طبيعتها المدنية، وتسهيل الدخول المستمر للسلع التجارية والإنسانية التي تظل هدفا أساسيا لعمل البعثة.
البعثة تقول إنها تجري أنشطة مراقبة متنقلة عبر المناطق ذات الاهتمام، ويتشارك موظفوها مع نظرائهم المحليين في كل موقع.
ومع مرور الأيام لم تؤدِ هذه الخطوة إلى حدوث تغيير جذري كما أعلنت المنظمة الدولية، لكن المليشيات الحوثية واصلت من خروقاتها وتحركاتها العسكرية على نحو منحها مزيدا من الحضور المروع على الأرض.
فالمليشيات الحوثية الإرهابية تستخدم موانئ الحديدة في العديد من الأعمال العدائية منها تفخيخ الزوارق وإطلاق الألغام وممارسة قرصنة ضد السفن وتركيب الصواريخ، علاوة على استخدامها مخازن للأسلحة.
ممارسات المليشيات الحوثية الآخذ نطاقها في الإتساع يجري تحت أعين الأمم المتحدة، التي يُقال إنها تغض الطرف عن مواجهة إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران.
ولعل تصريح المحافظة على الطبيعة المدنية لموانئ الحديدة التي تحدّث عنها المسؤول الأممي أكثر الاعترافات وضوحا بأن هناك عملية عسكرة تم إجراؤها على موانئ الحديدة، إلا أن المجتمع الدولي يتغاضى عن ذلك بكل وضوح مكتفيا بالحديث عن تحركات بغير ذات جدوى.
وتأكيدا لعدم جدوى هذه التحركات، تستمر العمليات الإرهابية الحوثية في محافظة الحديدة، إذ ارتكبت المليشيات مجزرة بحق مدنيين راح ضحيتها طفل وأصيب 6 آخرون من أسرة واحدة، جميعهم نساء وأطفال، بقصف من طائرة مفخخة.
وقالت مصادر إن طائرة مفخخة لمليشيا الحوثي استهدفت قرية الرون شمال حيس، جنوبي محافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل الطفل أيمن عبده أحمد أبكر (7 سنوات)، وإصابة عدد من أفراد أسرته. وأشارت المصادر إلى أنه تم إسعاف المصابين إلى المستشفى الميداني في مدينة المخا لتلقي العلاج.