القوة العسكرية والحل السياسي والإغاثة.. مثلث التحالف العربي لدحر الحوثيين

الأحد 8 يوليو 2018 11:04:15
القوة العسكرية والحل السياسي والإغاثة.. مثلث التحالف العربي لدحر الحوثيين


اتضحت بشكل كبير معالم الخطة التي ينتهجها التحالف العربي الداعم للسلطة الشرعية في اليمن لتقليص مساحات تواجد ميليشيات الحوثي، والتي اعتمدت على ثلاثة أركان رئيسية أولها القوة العسكرية بعد أن توّج جهوده بانتصارات كبيرة في جبهة الساحل الغربي، كما أنه وظف هذه الانتصارات في إطلاق عملية تسوية سياسية جادّة وعادلة تحقّق سلاما مستداما في اليمن يضمن استقراره على المدى البعيد، وانتهاء باستمرار الدعم الاغاثي الذي كان حاضر بالأساس.
وبدا واضحا أن التحالف العربي يسند، ضغوطه العسكرية الشديدة على الحوثيين في الحديدة وغيرها من جبهات القتال، بمواقف سياسية واضحة من عملية السلام وأسسها واشتراطاتها ساهمت في تضييق هامش المناورة على المتمرّدين، ومحاولتهم الاستفادة من حراك المبعوث الأممي مارتن غريفيث لربح الوقت والتقاط الأنفاس على الميدان.
ويتمسّك التحالف العربي الذي تقوده السعودية بمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، بانسحاب المتمرّدين الحوثيين من الأراضي اليمنية التي يحتلّونها بالقوة، لا سيما مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي كشرط للدخول في مسار سلام معهم.
وختم المبعوث الأممي إلى اليمن، الخميس، جولة من الحراك الكثيف والاتصالات مع الأطراف اليمنية، بتقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي الذي جدّد “دعمه الكامل للجهود التي يبذلها مارتن غريفيث، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة”.
غير أنّ نوعا من الغموض حام حول جهود المبعوث الأممي الذي لم تغادر تصريحاته العناوين الكبرى العامّة بشأن أولوية الحلّ السياسي على الحلّ العسكري، وهو مبدأ عام ليس مدار خلاف بحدّ ذاته، لكنّه يحتاج إلى آليات تنفيذية واضحة لتجسيده.
وبدا أنّ الاهتمام العاجل للمبعوث الأممي منصبّ على منع استكمال الحسم العسكري لمعركة الحديدة تحت عناوين إنسانية لا يعترض عليها التحالف العربي، ولكنّه في المقابل يطالب بتحميل المتمرّدين الحوثيين مسؤولياتهم بشأن الحفاظ على أرواح المدنيين ومرافق المدينة، بالانسحاب الطوعي منها.
وجدّد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التأكيد على شرط انسحاب الحوثيين من المناطق اليمنية التي يحتلونها، لإفساح المجال أمام تسوية سياسية للملف اليمني، مذكّرا بأنّ وجود التحالف العربي في اليمن جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وبرز الدور الإماراتي بشكل استثنائي في صنع تفوّق نوعي ساحق على المتمرّدين الحوثيين في معركة الساحل الغربي، حيث نجحت القوات الإماراتية في تحقيق التناغم والتنسيق بين قوات متعدّدة تتألف خصوصا من المقاومة التهامية، والمقاومة الوطنية حرّاس الجمهورية، وقوات العمالقة.
ولا يبدو التحالف العربي بوارد التنازل عن استثمار منجزه العسكري في الساحل الغربي سياسيا لخدمة السلام وتحقيق استقرار مستدام في اليمن يقفل باب التدخلّ الإيراني بالوكالة في شأنه الداخلي.
كما ذكّر الشيخ عبدالله بن زايد بأنّه “في السنوات الثلاث الأخيرة فقط، خصص التحالف ما يقرب من 15 مليار دولار لدعم شعب اليمن”، مؤكدا “نواصل العمل عن كثب مع الحكومة اليمنية الشرعية والمنظمات غير الحكومية الدولية لتحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاع، وضمان المرور الآمن للمدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بما في ذلك الطرود الغذائية والمساعدات الحيوية الأخرى للمحتاجين”.