زعيم ميليشا الحوثي يستغيث بحزب الله والحشد العراقي لإنقاذه في اليمن
لم يكن الخطاب الذي وجهه زعيم ميليشيا الحوثي في اليمن إلى كلا من حزب الله والحشد الشعبي الشيعي بالعراق والمدعومين من طهران هدفه توجيه "الشكر" لتلك العناصر التي تورطت في أعمال عنف على مدار السنوات الماضية داخل اليمن، ولكنه عبر عن حجم الأزمة التي تعانيها الميليشيات بعد تلقيها عدة هزائم متتالية في جبهة الساحل الغربي.
ودعا زعيم الانقلابيين ، في بيان له اليوم، إلى مزيد من الحشد إلى عناصره المحاصرة داخل الحديدة، بعدما فشلت مناوراته التي بدأت بمحاولات إفشال زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن ولعبه على رهان الوقت لتنظيم صفوفه، غير أن الأيام الماضية أثبتت أنه أضحى محاصرا داخل مستنقع كبير يتكبد فيه الخسائر يوما بعد يوم.
ويشير مراقبون إلى أن استغاثة زعيم الحوثي بحزب الله وأحد الكتائب الإرهابية المشاركة في الحشد الشعبي العراقي، يعبًر عن أزمة حقيقية يعانيها بالداخل بعد أن نجحت قوات التحالف في تجفيف منابع التمويل الإيراني للميليشيات الانقلابية، وكذلك فإنه يبرهن على أن الميليشيات تعرضت للتفكك داخليا دفعها للإعلان عن حاجتها للدعم بشكل علني.
وتأتي استغاثة الحوثي في وقت أعلن فيه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عن مقتل المئات من مسلحي الحوثين في المعارك خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين تقطعت شبكة اتصالات المتمردين في معقلهم بصعدة.
وأكد التحالف العربي مقتل 341 مسلحا من الميليشيات الموالية لإيران خلال الـ72 ساعة الماضية على مختلف جبهات القتال اليمن، لا سيما على جبهة الساحل الغربي.
وذكر التحالف العربي أن منظومة الاتصالات العسكرية للمتمردين الحوثيين في صعدة، تشهد ارتباكا وانقطاعات مستمرة تحت ضغط العمليات العسكرية المتواصلة للقوات اليمنية المشتركة بإسناد من التحالف العربي.
وأعلنت قوات التحالف العربي، تدمير منظومة اتصالات عسكرية حوثية متكاملة، في مديريتي حيدان ورازح بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، التي تعتبر معقلا للمتمردين الحوثيين.
وأوضح التحالف العربي أن المنظومة المستهدفة تضمنت تقنيات متقدمة، مضيفا أن عمليات التمويه والأسلحة المضادة تؤكد أن الموقع المستهدف عسكري.
ودمرت، أمس ، مقاتلات التحالف العربي في عملية نوعية منظومة الاتصالات المتكاملة التي تستخدمها ميليشيا الحوثي، وشدد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على أنه لن يسمح للميليشيا الانقلابية بامتلاك أجهزة اتصالات بهذا القدر من التطور.
في وقت تستمر المعارك الضارية لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش الوطني والمقاومة المشتركة من جهة، وميليشيا الحوثي من جهة أخرى في مديرية التحيتا، وتتوسع إلى مشارف مديرية زبيد من الجهة الشرقية والشمالية للتحيتا، وسط انهيار شبه كامل لدفاعات الحوثي، وفرار مئات العناصر من جبهات القتال.
ووفقا لمصادر محلية فإن قوات الجيش في ألوية العمالقة استكملت السيطرة على كامل مركز مديرية التحيتا بعد معارك ضارية مع الميليشيا، فيما تتركز المعارك تتركز على مشارف مديرية زبيد.
وشنّت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية مكثفة مساندة لتقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة، مستهدفةً تجمعات وتعزيزات الميليشيا.
من ناحيته، أكد الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي أن تحرير مركز مديرية التحيتا هدف إلى قطع خطوط إمداد الحوثيين بين التحيتا وزبيد، وإن زبيد هي الهدف القادم، وأوضح المهجمي أن الميليشيا الحوثية تستخدم أسلوب حرب العصابات، لكنها فشلت في كل محاولات الاختراق بعد تحرير مركز التحيتا.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن ألوية العمالقة استكملت السيطرة على كامل مركز مديرية التحيتا بعد معارك ضارية مع الميليشيا، وتتعامل حالياً مع بقايا جيوب الميليشيا في المركز، وتلاحق الفارين منهم باتجاه مديرية زبيد المجاورة.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن مروحيات الأباتشي قصفت تعزيزات للميليشيا كانت في طريقها إلى زبيد، كما لاحقت الأطقم المسلحة الفارة من معركة التحيتا.