دراسة مصرية: النظام الإيراني تسطير عليه عقلية الميليشيات
قالت دراسة بحثية صادرة عن مركز "مبتدأ للدراسات السياسية والإستراتيجية" في مصر أن عقلية النظام الإيراني تسيطر عليه عقلية الميليشيا، وأن طهران لم تعد اليوم دولة مؤسسات، ، بل دولة ميليشيات طائفية، تتغذى على الإرهاب وترى فى بقائه بقاء لها.
وأضافت الدراسة الصادرة، أمس عن المركز، أن الجماعات الإرهابية وحدها كافية لتنفيذ مخططات نظام الملالى الإيرانى فى المنطقة العربية، فكان لا بد له من ميليشيات تحمل اسم إيران ومذهبها بالبلدان التى قررت طهران أن تبنى لنفسها فيها إمبراطورية "الهلال الشيعى".
سلسلة من الدعم الإيرانى لجماعات إرهابية لم تنته، فهى تعتبرها سوقًا ممتازًا ودائمًا للسلاح الإيرانى، علاوة على تنفيذ مخططات إيران التى تسعى دائمًا لفرض ما يسمى بالهلال الشيعى فى المنطقة، وإن كانت معظم هذه الجماعات وصلت إلى حالة من الذبول على أرض الواقع أو تطورت إلى أشكال مختلفة، مثل الجماعة الإسلامية فى مصر التى انحصرت إلى زوال وفر معظم عناصرها إلى الخارج وإيران نفسها، أو داعش التى تحولت إلى فلول هاربة فى الجبال والمناطق العراقية.
وكانت للميليشيات الإيرانية دورًا مكملاً لمخططاتها فى المحيط العربى، فمازالت إيران والنظام الملالى يعيشون على وهم الإمبراطورية الفارسية، محاولين التذرع بأحقية وهمية فى استباحة المنطقة العربية وإهدار دماء شعوبها.. كل هذا لأجل تحقيق سرقات اقتصادية وغنائم واستباحة ثروات العرب..!
ورصدت الدراسة سجلا حافلا من العمليات الإرهابية التى نفذتها ميليشياتها وعملاؤها، منها، اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979م فى طهران، واحتجزت الدبلوماسيين الأمريكيين لمدة 444 يوما،وكذلك اقتحام السفارة السعودية فى طهران سنة 1987 م. وقتلوا أحد الدبلوماسيين السعوديين، وتم إصابة القائم بالأعمال والتعدى على أسر وعائلات وأطفال ونساء.
إلى جانب الاعتداء على السفارة الفرنسية سنة 2010 م، وكذلك الاعتداء على السفارة البريطانية سنة 2011 م، واقتحمتها بذات الأشخاص الذين يتظاهرون كلّ مرة ويقتحمون إحدى السفارات، واقتحام السفارة السعودية سنة 2015م، وحاولت اقتحام القنصلية السعودية فى مشهد، وضبط ثلاث خلايا تجسس إيرانية فى السعودية، وسبع خلايا فى الكويت، واثنتان فى اليمن، وواحدة فى دولة الإمارات، واثنتان فى البحرين.
كما رصدت الدراسة كذلك تنفيذ 18 عملية إرهابية فى الكويت، و4 عمليات فى لبنان، و6 عمليات إرهابية فى السعودية، هذا بالإضافة إلى عشرات الصواريخ الحوثية التى تستهدف منشآت عامة ومدنيين فى مدن السعودية، بجانب محاولة اغتيال دبلوماسيين منهم وزير الخارجية السعودى عندما كان سفيرا للمملكة فى واشنطن، واغتيال السكرتير الأول فى السفارة الكويتية فى الهند سنة 1980 مصطفى المرزوقى، والدبلوماسى الكويتى فى مدريد سنة 1982م.
وتشير التقارير المتخصصة إلى أن إيران دعمت فى سوريا وحدها 15 تنظيما طائفيا كان جزء أصيلاً من فتيل الصراع فى البلد العربى المنكوب طيلة السنوات الماضية، وكان من أبرز هذه التنظيمات "حزب الله اللبنانى، والحرس الثورى الإيرانى، وأنصار الله ـ وهى عناصر يمنية حوثية - ولواء أبو الفضل العباس، ولواء ذو الفقار، وكتائب حزب الله العراقى، وكتائب سيد الشهداء، وقوات الشهيد محمد باقر الصدر، وعصائب أهل الحق، وحركة حزب النجباء، وفيلق الوعد الصادق، ولواء أسد الله، وفوج التدخل السريع، وجيش المهدى".
ولم يختلف الأمر كثيرًا فى العراق، فقد دعم النظام الإيرانى عددًا من التنظيمات الطائفية الإرهابية التى تقوم بعمليات إبادة جماعية وجرائم حرب ممنهجة، وتعمل طوال الوقت على تهجير سكان المناطق من أهل السنة أو الأكراد ليتحولوا إلى نازحين، فقد وقع أهالى العراق فريسة بين أنياب داعش من جهة وميليشيات إيران من جهة أخرى، وكان من التنظيمات والميليشيا التى دعمتها إيران فى العراق: "فيلق بدر، وسرايا السلام، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقى، وسرايا الدفاع الشعبى، ولواء أبى الفضل العباس، والحشد الشعبى".
"نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران فى لبنان، ولبنان فى إيران".. كانت هذا الجواب من السيد إبراهيم الأمين، الناطق باسم حزب الله اللبنانى، دليلاً كافيًا ومؤشرًا واضحًا لمدى العلاقة التى تربط حزب الله بإيران، وهى موالاة لا يخفيها الحزب، وهو على كل حال يبقى أكبر وأقدم وأخطر تنظيم مسلح موال لإيران الخمينى، وهو لا يُخفى هذه الموالاة منذ تأسيسه.
دعمت إيران ميليشيات الحوثي وبسياسة النفس الطويل، والدعم الدؤوب والتدريب المستمر، إلى احتواء واحتضان الحركة، وتحويلها إلى أداة لينة موالية له تمامًا، وأخرجوها بذلك عن المشروع الوطنى، وبعدما كانت حركة عربية زيدية صارت حركة فارسية اثنا عشرية، تسعى لإنهاك دول الجوار، والتعدى على الأمن القومى الخليجى لصالح المشروع الإيراني.