تظاهرات الحوثيين في تركيا تكشف عن صفقة جديدة مع التنظيم الدولي للإخوان
كشفت التظاهرات التي قام بها العشرات من المواطنين الأتراك والإيرانيين في العاصمة التركية اسطنبول عن وجود تفاهمات واتفاقات سرية تبرمها ميليشيات الحوثي مع التنظيم الدولي للإخوان، وذلك تماشيا مع الاتفاقيات الثنائية التي أمرت بين الطرفين على المستوى الداخلي اليميني على مدار الأشهر الماضية.
وبدا واضحا أن المواجهة الإيجابية التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول التحالف للدعم القطري لجماعة الإخوان وللتنظيمات الإرهابية كان دافعا نحو الإعلان عن تلك التفاهمات من خلال تحريك تظاهرة كالتي شهدتها العاصمة التركية اليوم، وتحديدا وأنها توجهت إلى مقر القنصلية السعودية باسطنبول.
وتظاهر عشرات المواطنيين الأتراك ومواطنين إيرانيين في تركيا اليوم الأحد دعما لميليشيا الحوثي الإرهابية ورفعوا صور زعيم الجماعة الحوثيه، إذ يسكن في تركيا مئات القيادات الإصلاحية والمقربين من جماعه الأخوان المسلمين واثرو الصمت على دعم التحالف العربي والجيش الوطني في حربه ضد ميليشيا الحوثي المدعومه من إيران.
وبحسب الصور التي رصدتها عناصر محلية في تركيا، فإن مواطنين أتراك يحملون صور زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي طافوا بها بعض الشوارع قبل أن يتوجهوا إلى أمام القنصلية السعودية باسطنبول وهم يرفعون شعارات مناوئه للسعودية والتحالف العربي .
وتاتي هذه المسيره في ضل تقارب تركي إيراني في عده جوانب من بينها الوضع في سوريا، كما أنها تأتي في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية عدة عن تزايد وتيرة الدعم القطري الإعلامي والسياسي والمالي المقدم للحوثيين في الآونة الأخيرة، وعزت ذلك إلى الخوف من خسارة المتمردين لمواقعهم ما يربك أجندة قطر التي تتقاطع مع الدور الإيراني في اليمن.
وقالت المصادر إن الدوحة أعادت افتتاح “مؤسسة قطر الخيرية” في صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات بغرض استخدامها كغطاء لنقل الأموال للحوثيين، إضافة إلى تمويلها إطلاق قناتين حوثيتين جديدتين هما “الهوية” و”اللحظة”، كما أن سفارات الدوحة في الكثير من الدول تحولت إلى منصات سياسية وإعلامية لدعم المشروع الحوثي في اليمن والتحذير مما تعتبره قطر كارثة إنسانية سيتسبب بها تحرير مدينة الحديدة ومينائها.
ولا تنفصل التظاهرة التي خرجت إلى شوارع اسنبطول اليوم، عن توصل جماعة الإخوان إلى توافق مبدئي لعقد صلح ثلاثي مع قيادات الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام، بوساطة قبلية في محافظة عمران، وذلك بمعزل عن التحالف العربي في اليمن، وذلك خلال شهر مارس الماضي.
وبحسب مواقع يمنية، أطلقت القوى الثلاث على الصفقة «اتفاق التصالح والتسامح»، في مديرية خارف بمحافظة عمران، عبر مبادرة شخصية من مشايخ المديرية، الذين توصلوا إلى عقد لقاء للتصالح، لطي صفحة الماضي، بحضور ممثلي الحوثيين والمؤتمر والإصلاح.
ولم تكن الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات التحالف العربي في معركة تحرير الحديدة، ذات وقع سلبي على ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران فقط، بل إنها تطال الإخوان بتأثيرات سلبية كبيرة، خاصة أن إخوان اليمن من أكثر الجماعات تواصلا وارتباطا بالميليشيات الحوثية.
خلال الفترات الماضية سعى تنظيم الإخوان لاستغلال مخطط الحوثيين للسيطرة على أكبر عدد من المدن اليمنية، في أن ينفذ مخططه في تقسيم السلطة بينه وبين الحوثيين، بدعم قطري إيراني، لذلك كانت خطوط التواصل قوية ومتعددة بين الإخوان والحوثيين خلال الفترة الماضية، ولعل الصور التي أظهرت قبل ذلك تواجد قيادات حوثية بجانب قيادات إخوانية يمنية في تركيا تؤكد هذا التواصل.
الصورة العامة للأوضاع الآن تؤكد أن أي خسارة يتلقاها الحوثيون في معركة "النصر الذهبي" ستنعكس بشكل سلبي على التواجد الإخواني في اليمن، وبالتالي ستعد معركة تحرير الحديدة ضربة كبرى للتنظيم وحلفائه، وعلى رأسهم قطر.