إحاطة جروندبرج وتعقيدات الحرب: الشكلية التي تبحث عنها الأمم المتحدة

الثلاثاء 12 يوليو 2022 20:12:16
إحاطة جروندبرج وتعقيدات الحرب: "الشكلية" التي تبحث عنها الأمم المتحدة

تواصل الأمم المتحدة تمسكها بمسار الهدنة التي يتبقى عليها أقل من ثلاثة أسابيع، رغم أنها لم تأتِ بجديد على الأصعدة السياسية والعسكرية والمعيشية.

وجاءت التصريحات الأخيرة للمبعوث الأممي هانس جروندبرج، لتعكس أن الأمم المتحدة تريد فقط أن تكون هناك هدنة حتى وإن كانت شكلية، لكن دون اتخاذ إجراءات عملية يُمكن تُضفي جديدا على المشهد الراهن.

عبر عن ذلك المبعوث الأممي الذي قال إن الهدنة تمثل أفضل فرصة متاحة منذ سنوات لإحلال السلام، داعيا إلى تشجيع الأطراف ودعمها لتحقيق أقصى منفعة من هذه الفرصة لصالح اليمن ككل.

تصريحات المبعوث جاءت إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن، حيث شجّع الأطراف على المشاركة بصفة عاجلة وبشكل بنّاء مع جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح الطرق ليتم استشعار فوائد ملموسة للهدنة في حياتهم اليومية.

إحاطة المبعوث الأممي شهدت استعراض التطورات الأخيرة وجهود السلام، وتسليط الضوء على ما تم تحقيقه في ثلاثة أشهر ونصف من الهدنة، وبعض التحديات أمام تنفيذها وكيفية تجاوزها، وطرق المضي قدما وتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها.

وقال جروندبرج إنه سيستمر في الأسابيع المقبلة، بحث إمكانية تمديد اتفاق الهدنة وتوسيع نطاقه، بما يوفر الوقت والفرصة لبدء مناقشات جادة حول المسارات الاقتصادية والأمنية، للبدء في معالجة القضايا ذات الأولوية مثل الإيرادات ودفع الرواتب، وبدء عملية التحرك نحو وقف لإطلاق النار.

أخطر تصريحات المبعوث الأممي تمثلت في قوله إنه حتى هذا التاريخ، ظلت الهدنة صامدة لأكثر من ثلاثة أشهر، وأدت إلى انخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين.

وقال إنه بسبب الانخفاض الحاد في الأعمال العدائية، فإن الخسائر المدنية المرتبطة بالنزاع تعود في معظمها الآن إلى الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي لا تزال تشكل تهديدا على حياة المدنيين، بما في ذلك الأطفال، مع عودتهم إلى المناطق التي انخفض فيها معدل الأعمال العدائية.

تصريحات المبعوث الأممي تمثل غضا للطرف بشكل واضح عن الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وتعكس إصرارا على مواصلة الإدعاء بأن الهدنة تمضي على نحو صحيح، في تجاهل تام للاعتداءات الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد الجنوب.

سواء قبل إعلان الهدنة منذ أبريل الماضي إلى الآن، ارتكبت المليشيات الحوثية مئات الخروقات في محافظة الضالع، على نحو فضح وجهها الإرهابي وسعيها المشبوه نحو إحراق الجنوب بنيران الفوضى والإرهاب.

يبرهن على ذلك بأن الأمم المتحدة تهتم فقط بشكليات الهدنة، بحثا عن صورة سياسية مزعومة أو بتعبير آخر صناعة بروباجندا تنافي الواقع القائم على الأرض الذي يتضمن إرهابا تمارسه المليشيات الحوثية بكل حرية.

هذه السياسة التي تتبعها الأمم المتحدة ليس من المتوقع أن تُحدث أي تغيير على الساحة، وستظل المليشيات الحوثية تتوسع في خروقاتها واعتداءاتها، مستغلة حالة الركود السياسي والأمني في تحقيق غاياتها المشبوهة.