أسبوعان على الكارثة.. إحاطة أممية عن الحرب الحوثية تثير رعبا على الأوضاع الإنسانية
من جديد، حلت الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، على طاولة مجلس الأمن، في توثيق لفداحة الأزمة الناجمة عن الحرب.
ففي جلسة عقدها مجلس الأمن، تحدثت مساعِدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا، عن الآثار الإنسانية لاستمرار الحرب.
وقالت في بداية إحاطتها: "الكارثة الإنسانية على وشك أن تزداد سوءا؛ إذ على الرغم من أهمية الهدنة، "إلا أنها وحدها لن تكون كافية لوقف ما نخشى قدومه".
وأضافت أن الاحتياجات الإنسانية قد ترتفع في جميع الأرجاء، بما في ذلك خطر المجاعة في بعض المناطق بشكل حاد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لانتشال السكان من الأزمات المتعددة التي يغرق فيها.
وأشارت إلى أن سعر الصرف في الانهيار وهو عامل رئيسي في تحديد مقدار كمية الطعام التي يمكن للأشخاص أن يتحملوا تكاليف شرائها
ولفتت إلى أن الحرب في أوكرانيا تهدد سلاسل التوريد التي تجلب الغذاء، والتي يجب استيراد ما يقرب من 90% منها.
وأشارت إلى أنه في أبريل الماضي، أعلنت السعودية والإمارات تقديم حزمة دعم اقتصادي بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وعقبت: "لقد شجّعتنا المناقشات الأخيرة بين هؤلاء المانحين واليمن حول كيفية المضي قدما في هذه الحزمة".
وكررت المسؤولة الأممية، الدعوة لتعزيز الاقتصاد على نطاق أوسع، بما في ذلك من خلال إطار العمل الاقتصادي التابع للأمم المتحدة.
"مسويا" أشارت أيضًا إلى أن أعمال الإغاثة أصبحت أكثر صعوبة وخطورة، ولا يزال تقديم المساعدة المنقذة للحياة يمثل تحديا.
كما يتواصل التخويف والتحريض ضد وكالات الإغاثة في جميع الأنحاء، وتتم تغذية ذلك من خلال المعلومات المضللة التي يتم تضخيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي اتهام استخدم لهجة ناعمة، أشارت المسؤولة إلى أنه في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، أصبحت تحرّكات الموظفين أكثر صعوبة في الأسابيع الأخيرة بسبب العوائق البيروقراطية التي توضع أمام عمّال الإغاثة الذين يسافرون إلى الخارج لأسباب مهنية.
ولفتت إلى أن (المليشيات الحوثية) تفرض بشكل متزايد قيودا تحدّ من مشاركة المرأة الكاملة في العمل الإنساني – سواء كعاملة في مجال الإغاثة أو كمتلقية للمساعدات.
هذا التوثيق الأممي يضاف إلى سلسلة طويلة من التحذيرات التي سبق إطلاقها بشأن مأساوية الوضع الإنساني والمعيشي، في ظل فتح الباب أمام المليشيات الحوثية لتتوسع في جرائمها واعتداءاتها غير المسبوقة.
ومع وضوح عديد الاتهامات التي تلاحق المليشيات الحوثية وتسببها في تأزيم الوضع المعيشي، يُلاحظ أن المجتمع الدولي لم يوجه اتهامات مباشرة للمليشيات المدعومة من إيران، متبعة لهجة ليس من المتوقع أن تثير تغيرات على المشهد الراهن.