الاهتمام بحرب اليمن ومواجهة التهديدات الحوثية.. ما أهمية العودة الأمريكية لقضايا المنطقة؟
مع تعدد أوجه أهمية قمة جدة للأمن والتنمية، فإن إحدى الرسائل التي يُمكن أن تُقرأ هي عودة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، وممارسة دور حيوي فيما يخص الأزمات الملتهبة التي تطرأ وتفرض نفسها على الساحة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، ألقى كلمة خلال القمة عبر فيها عن ترحيب بلاده بدعم هدنة اليمن وقال إن الهدنة وصلت إلى أسبوعها الخامس عشر، وأن الولايات المتحدة ستعمل على حل الأزمة هناك.
وأضاف أنه لن يتم السماح بتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده ستعمل مع السعودية وعمان لإيجاد حل سياسي في اليمن، لافتا إلى منح الأولوية لحرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
تصريحات الرئيس الأمريكي في حدث بهذه الأهمية، حمل دلالة واضحة بأن الولايات المتحدة ربما رأت أن غيابها عن المنطقة وعدم التعاطي بإيجابية أو فاعلية مع الأزمات أعطى الفرصة لأطراف إقليمية أن توسع من أنشطتها المتطرفة.
والحديث هنا عن إيران، التي وجدت في حالة الغياب الأمريكية وسيلة مجدية من أجل توسيع دائرة الدعم المُقدم للمليشيات الحوثية وتشكيل حاضنة دعم سياسية تقوي جبهة إرهاب المليشيات المدعومة من إيران.
وقد كان قرار الرئيس بايدن في بداية فترته الرئاسية، بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية تنظيما إرهابيا بمثابة الخطوة التي أثارت الكثير من الشكوك في المواقف الأمريكية، بل نُظر إليها بأنها دعم مباشر لإرهاب المليشيات.
ومع توالي أشهر الحرب، ها هي الولايات المتحدة فهمت الدرس أخيرا، وتيقنت خطر الابتعاد عن المنطقة وقضاياها الجوهرية، لا سيّما أن المليشيات الحوثية وجهت اعتداءات مباشرة على الولايات المتحدة مثل واقعة اقتحام سفارتها في صنعاء.
كما وجهت المليشيات الحوثية اعتداءات أخرى للولايات المتحدة تخص ضرب مصالحها ومصالح شركائها في المنطقة، فوجدت واشنطن بهكذا واقع يد الإرهاب الحوثية تطالها بشكل مباشر.
عودة الولايات المتحدة للاهتمام بهذه القضية قد يكون مهما، مع الانخراط بدور فاعل وناجز والأهم يكون جديا وحقيقيا إلى جانب التحالف العربي، في إطار مجابهة التهديدات التي تشكلها الأذرع الإيرانية.