تحرير عدن.. العاصمة بين ذكرى النصر وواقع الاحتلال

الاثنين 18 يوليو 2022 19:44:00
تحرير عدن.. العاصمة بين ذكرى النصر وواقع الاحتلال

حلت ذكرى تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية الإرهابية، بينما لا تزال العاصمة قيد الاستهداف من قِبل وجه آخر لاحتلال لا يختلف عن ذلك كثيرا.

فالانتصار الذي تحقق قبل سبع سنوات بفضل جسارة القوات المسلحة الجنوبية مدعومة بجهود كبيرة وتضحيات نبيلة من قبل القوات المسلحة الإماراتية، أعطى رسالة واضحة بأن الجنوب سيظل عصيا على الاستهداف، ويقف شامخا في وجه المؤامرات التي تُحاك ضد الشعب وقضيته العادلة.

ذكرى التحرير وهي تدب الحماسة في قلوب المواطنين الجنوبيين في كل حدب وصوب، فهي تأتي في وقت لا تزال فيه العاصمة عدن محتلة لكن ليس بالصورة التي كانت عليها.

فالاحتلال الجاثم حاليا على العاصمة يرفع شعارات متعددة، لا تقتصر على استهداف أمني بالمعنى المفهوم والمعروف للاعتداءات التي تشنها قوى الشر والإرهاب، لكن الأمر يشمل ما هو أبعد من ذلك، وهو شن حرب خدمات شاملة تقوم على تغييب الخدمات وحرمان الجنوبيين منها بشكل كامل.

وكما نجح الجنوبيون في صد الاحتلال العسكري الغاشم، فهناك ثقة كاملة في القدرة على استئصال الوجه الآخر للاحتلال، الذي يستهدف إثارة الوضع المعيشي في الجنوب، وذلك عبر ممارسة كل الضغوط الممكنة لإزاحة كل صور الاحتلال الذي يعاني منه الجنوب.

إزاحة خطر الاحتلال بكل أصنافه سواء العسكري بالمعنى المباشر أو الخدمي المعني بصناعة الأزمات المعيشية ستكون الخطوة الأولى في انتقال الجنوب وقضية شعبه إلى مسار مغاير تماما، تزداد معه أسهم وفرص تحقيق حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم.

وكثيرا ما طالب الجنوبيون بضرورة تفكيك قوى الاحتلال التي تمارس عدوانا شاملا ضد الجنوب وشعبه وقضيته، لا سيما أن هذا الاحتلال عمل على استنزاف ثروات الجنوب في مخطط مشبوه لإذلال الشعب وإفقاره وإخضاعه.

ولعل روح النصر الكبير والمؤزر الذي حققته القوات المسلحة الجنوبية في الحرب على الإرهاب، هو الدافع الأكبر الذي يعزّز من القدرة على تفكيك الحرب الضارية التي يتم شنها على الجنوب، على صعيد حرب الخدمات القاسية.