السلاح المدفون.. ألغام الحوثي بين الاصطياد والابتزاز

السبت 23 يوليو 2022 20:32:56
السلاح المدفون.. ألغام الحوثي بين الاصطياد والابتزاز

يظل الأطفال هم الحلقة الأضعف لضحايا للإرهاب الذي تشكله المليشيات الحوثية الإرهابية التي تتوسع في زراعة الألغام للإيقاع بأكبر عدد ممكن من المدنيين، بما يفتح الباب نحو إثارة تعقيدات أمنية وإنسانية بما يطيل أمد الحرب، دون أن يخلو هذا الإرهاب من عمليات ابتزاز تمارسها المليشيات أيضا.

بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" طالبت باتخاذ تدابير عاجلة وملموسة لتطهير المناطق الملوثة بالألغام، وقالت إن الأطفال هم أكثر من نصف الضحايا الذين أفيد بمقتلهم أو إصابتهم في حوادث الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في شهر يوليو الجاري.

وعبرت البعثة عن أسفها ‏لوقوع حادث انفجار لغم أرضي آخر، قبل يومين، أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال من نفس العائلة، أثناء جمع خشب الوقود في مديرية الحوك.

‏وأشارت البعثة إلى أن هذا الحادث المأساوي يوضح مدى المخاطر التي يواجهها مواطنو الحديدة، وخاصة الأطفال، كل يوم أثناء ممارسة حياتهم اليومية، داعيةً المجتمع الدولي لمواصلة تقديم الدعم للأعمال المتعلقة بإزالة الألغام.

‏وأكدت البعثة استمرارها في تقديم تنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام، والدعم الفني للشركاء المعنيين لحماية سكان الحديدة، وأكثرهم ضعفًا.

البيان الأممي أعقب واقعة مقتل شخص وثلاثة أطفال، من أسرة واحدة إثر انفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي في مديرية الحوك بمدينة الحديدة.

وانفجر اللغم الحوثي أثناء قيام الأطفال بجمع الحطب بالقرب من منازلهم، مما أسفر عن وفاة ثلاثة منهم بالإضافة لأحد أفراد الأسرة.

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال الدولية" قد كشفت قبل أيام، أنّ الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها المليشيات الحوثية قتلت وأصابت أكثر من 42 طفلاً منذ إعلان الهدنة الإنسانية الأممية، من أبريل حتى نهاية يونيو الماضيين.

وبحسب المنظمة، فإنّ الألغام الأرضية والذخيرة غير المنفجرة كانت مسؤولة عن أكثر من 75% من جميع الإصابات المرتبطة بالحرب بين الأطفال.

وأشارت إلى أنّ الأطفال على وجه الخصوص يُعدّون أكثر عرضة لمخاطر التعرض للذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية؛ بسبب انخفاض الوعي وفضول الاستقصاء الشديد.

إلى جانب الأطفال، فلم تسلم مختلف الفئات من دفع ثمن باهظ لهذا الإرهاب الحوثي، وقد زادت مؤخرا كلفة ضحايا هذا الإرهاب، فقبل أيام قتل شخص وأصيب أربعة آخرون نتيجة انفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي في مديرية نهم شرقي صنعاء.

قبل ذلك،تم توثيق إصابة 13 مدنيا منهم 9 أطفال، نتيجة انفجارات ألغام ومقذوفات من مخلفات الحرب، في محافظات الحديدة وتعز والجوف وصعدة.

في الوقت نفسه، عملت مليشيا الحوثي على ابتزاز المزارعين في سهل تهامة، ممن سبق وأن فخّخت مزارعهم بالألغام وحوّلتها إلى خراب.

وبدأت المليشيات الحوثية بدأت بالضغط على المزارعين الذين لوّثت مزارعهم بالألغام، لدفع الأموال مقابل السماح لهم بحرث مزارعهم من جديد بعد رفع الألغام منها.

وخاطبت المليشيات الحوثية ، المزارعين، خاصة في مديرية الدريهمي، بدفع مبالغ مالية باهظة لنزع الألغام من مزارعهم، والتي سبق وأن زرعتها المليشيا في أراضيهم قبل سنوات.

كل هذه الجرائم الغاشمة تحدث تحت أعين الأمم المتحدة التي توجه إليه انتقادات كبيرة كونها تكتفي بدور الإدانة لما ترتكبه المليشيات الحوثية من جرائم واعتداءات في هذا الإطار دون محاسبتها على ذلك.