قدم امتيازات جديدة للحوثيين.. المبعوث الأممي في مرمى الانتقادات

السبت 23 يوليو 2022 23:59:25
قدم امتيازات جديدة للحوثيين.. المبعوث الأممي في مرمى الانتقادات

أثيرت انتقادات حادة ضد المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج، بعدما اتهم بتقديم امتيازات جديدة لإغراء المليشيات الحوثية على القبول بتمديد الهدنة الأممية التي من المقرر أن تنتهي بعد نحو أسبوع.

العرض الجديد تضمّن فتح وجهات جوية جديدة من مطار صنعاء إلى عمّان والقاهرة كجزء محتمل من هدنة ما بعد 2 أغسطس قد تمتد إلى ستة أشهر، فضلاً عن دخول سفن الوقود بشكل منتظم.

يأتي ذلك في وقت كثف فيه المبعوث الأممي، مؤخراً اتصالاته مع الطرفين لدعم تنفيذ جميع عناصر الهدنة، واستكشاف احتمالات هدنة موسعة لمدة 2 أشهر أخرى حتى فبراير المقبل.

وقال بيان صادر عن مكتب المسؤول الأممي، إن الهدنة الممتدة والموسعة ستزيد الفوائد، كما ستوفر منصة لبناء المزيد من الثقة بين الطرفين وبدء مناقشات جادة حول الأولويات الاقتصادية،لا سيما فيما يتعلق بالإيرادات والرواتب، فضلاً عن الأولويات الأمنية، بما في ذلك وقف إطلاق النار.

وأضاف: "في نهاية المطاف ، الهدف هو التحرك نحو تسوية سياسية تنهي الصراع بشكل شامل".

وأشار إلى أنه بفضل الالتزام المستمر للأطراف، فقد صمدت الهدنة إلى حد كبير لما يقرب من أربعة أشهر ، ما يمثل أطول فترة هدوء نسبي منذ أكثر من سبع سنوات وانخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين.

وقال : "إنني آخذ التقارير عن التصعيد العسكري على محمل الجد، خاصة عندما يتعلق الأمر بسقوط ضحايا مدنيين".

وأعرب عن أمله في مواصلة العمل في ظل لجنة التنسيق العسكرية لتسهيل الحوار ودعم خفض التصعيد وإنشاء غرفة التنسيق المشتركة لمعالجة الحوادث في الوقت المناسب.

وأوضح المبعوث الأممي أن أحدث اقتراح للأمم المتحدة تضمن فتح ثلاثة طرق قدمها الحوثيون أنصار الله في مقترحهم إضافة إلى طريق آخر دعا إليه المجتمع المدني، دون أن يتم الأخد بأياً من الطرق المقترحة من الجانب الحكومي.

وأكد جروندبيرج أن الإجراءات الأحادية وحدها لا تكفي لضمان مرور آمن ومستدام للمدنيين على طول الطرق التي تعبر خطوط المواجهة تحت سيطرة الأطراف المختلفة.

وقال: "لن أتوقف عن متابعة جهودي للتقريب بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لفتح الطرق الرئيسية بشكل مستدام وآمن في تعز والمحافظات الأخرى .. سيبقى هذا أولوية لفترة الهدنة هذه وأي تمديد لها في المستقبل".

وفي إطار الهدنة، أكد أنه تم الاتفاق على رحلتين تجاريتين أسبوعياً بين صنعاء وعمان والقاهرة ، بإجمالي 36 رحلة خلال فترة الأربعة أشهر، لافتاً إلى تشغيل 20 رحلة ذهابًا وإيابًا حتى الآن بين صنعاء وعمان ورحلة واحدة ذهابًا وإيابًا بين صنعاء والقاهرة حملت تلك الرحلات ما يزيد عن 8000 مسافر.

كما نصت الهدنة على دخول 36 سفينة وقود الحديدة خلال فترة الأربعة أشهر، وفي الفترة بين 2 أبريل و 21 يوليو ، دخلت 26 سفينة وقود ميناء الحديدة تحمل 720.270 طنًا متريًا من مشتقات الوقود، بينما المزيد من سفن الوقود قيد المعالجة.

بيان المبعوث الأممي حاول الترويج لحالة من التفاؤل فيما يخص مستقبل الهدنة، وإن كان ذلك غير مستند إلى حقائق واقعة بدرجة كبيرة، فحديث المسؤول الأممي عن صمود الهدنة يتنافى كلية مع حجم الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية.

المثير للسخرية في هذا الإطار أيضًا أن الأمم المتحدة لم تكتف بالخروقات الحوثية وحسب، لكنها ذهبت إلى تقديم امتيازات جديدة للمليشيات الحوثية في محاولة على ما يبدو لإقناعها بالقبول بتمديد الهدنة.

السياسة التي تتبعها الأمم المتحدة في هذا الإطار تمثل استجداء أو استعطافا للمليشيات الحوثية الإرهابية لإقناعها بإعلان الموافقة على تمديد الهدنة حتى وإن كان ذلك غير جدي، لكن الأمم المتحدة وفق ما واضح تبحث عن هدنة صورية بغض النظر عن مدى قدرتها على تقديم جديد على الأرض.