سيول مرتقبة.. أي كلفة تنتظر السكان ضريبةً للإهمال الحوثي والإخواني؟
تأخذ الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية، أبعادا شديدة الخطورة في ظل التحذيرات التي تواصل الأمم المتحدة بشأن الكارثة الإنسانية.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، اليوم السبت، حذرت من سيول جديدة ستضرب مناطق عدة خلال الأيام المقبلة وذلك بعد تضرر أكثر من مئة ألف نازح جراء السيول التي اجتاحت أكثر من 197 مخيما في محافظة مأرب.
قالت المنظمة إن الأمطار الغزيرة المتوقعة حتى نهاية الشهر الجاري ستؤدي إلى تحسين الغطاء النباتي ومن المحتمل أن تشجع التكاثر الداخلي للجراد الصحراوي.
كما أنه من المتوقع أيضاً أن تتعرض الأجزاء الجافة في محافظة حضرموت لأمطار غزيرة خلال فترة التوقعات ومن المتوقع حدوث فيضانات واسعة النطاق.
وبحسب المنظمة أيضًا، فإن التنبؤات الجوية توضح هطول أمطار غزيرة وبكميات تراكمية تبلغ حوالي 40 ملم على شمالي إب وفي حضرموت مدفوعة بالتدفق المستمر للرطوبة من بحر العرب.
وأوضحت المنظمة أن السيول سوف تؤثر على 1100 شخص في وادي حرض بمحافظة حجة، و4300 في وادي مور، و4600 في وادي سردود وذلك في محافظة الحديدة.
كما ستؤثر على 20 ألفاً في وادي الأمانة بمحافظة الجوف و4400 في وادي ذنه بمحافظة صنعاء، و4000 في وادي سهام الممتد من أطراف محافظة صنعاء، مرورا بالحديدة، ومحافظة، ريمة، و1400 في وادي زبيد و2000 في وادي تبن ووادي بنا في محافظتي لحج والضالع و600 في وادي حجر بحضرموت.
تنذر هذه التحذيرات الأممية بحجم المخاطر الجمة التي تنجم عن الفيضانات المتوقعة التي يتفاقم خطرها مع تردي منظومة البنية التحتية التي تدمرت على إثر الحرب العبثية القائمة منذ أكثر من ثماني سنوات.
ومع انهيار منظومة الصرف الصحي على وجه التحديد، فإن هذا الخطر الشديد سينعكس أيضًا على الصعيد الصحي، إذ من المتوقع أن يؤدي بشكل واسع النطاق إلى زيادة في حجم التلوث ومن ثم تكون البيئة سانحة أمام تفاقم الأعباء الصحية عبر زيادة رقعة انتشار الأوبئة.
المسؤولية الأولى لتفاقم هذه الأعباء الصحية والبيئية تتقاسمها المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية، بعدما عمدا على مدار الفترات الماضية، على إحداث ترد حاد في منظومة الخدمات لإيجاد وسيلة تمكنها من البقاء والمحافظة على نفوذهما.