مختار الرحبي..من بائع جرائد إلى قصر الرئاسة

الثلاثاء 10 يوليو 2018 20:35:25
مختار الرحبي..من بائع "جرائد" إلى قصر الرئاسة

رأي المشهد العربي

 ليس كل ما تعرضه وسائل الإعلام هو بالضرورة موجه لخدمة الأوطان، ولكن كثيراً ما يكون الإعلام هو أحد الأسلحة السياسية التي تُطعن في ظهر الأوطان من خلال أبواق يتم انتقائها لإشعال نار الفتن وإحماء الصراعات وأحيانا زرعها لخدمة أجندات مشبوهة سواء كانت محلية أو إقليمية.

وتبنت قطر وبدعم وتنسيق مع تنظيم الإخوان ونظام إيران مخططات لإضعاف التحالف العربي في اليمن وتشويه صورة الدول الأعضاء ومحاولة خلق الفتن والانقسامات بينهم لتخفيف الضغط عن جماعة الحوثي التي أيقنت أن سقوطها كان مرهونا بقرارات ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات بل وتشديدها على إيران الداعم الرئيسي للانقلاب الحوثي.

بدأت قطر مخططاتها إعلاميا، عبر تحريض الرأي العام اليمني والعربي والعالمي ضد القوتين الأساسيتين في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وهي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، عن طريق تشكيل فريق من شخصيات ورموز تدين الولاء للنظام الإيراني والحوثي.

 وفي هذا الإطار لم يكن صعود الشاب مختار الرحبي، الذي كان يعمل بائع للجرائد، للجلوس على طاولة صناع القرار في اليمن مجرد صدفة، وإنما هو ضمن العناصر التي تنتقيها المخابرات القطرية بعناية فائقة بمساعدة حزب الإصلاح الإخواني لضرب الشرعية.

 مختار الرحبي كان بائعا للجرائد في إحدى الأكشاك بمحافظة اب ثم وعبر طريق إخواني في قناة السعيدة تم استقدامه كمذيع مع أنه في الأصل لايملك أدنى مقومات تلك المهنة شيئا .

 تنقل المدعو مختار الرحبي، بين مواقف مختلفة تبعا للمصلحة التي تحركه والمال الذي يغير مواقفه من مرى الى أخرى، فبدأ الظهور بعد انقلاب ميليشيا الحوثيي على الشرعية حيث تناقلت له صورة وهو بجانب قيادات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وخلفه شعار الحوثيين المستند من نظام الخميني.

 وعلى الرغم من أن ذاك الصبي لايملك أبسط وأدنى مقومات العمل الصحفي، إلا أنه تم تصعيده بوظيفه بعد قيام ما تسمى ثورة التغيير في صنعاء العام 2011م في رئاسة الجمهورية ضمن قائمة طويلة من أعضاء ومناصري حزب الإصلاح اليمني بواسطة نصر طه مصطفى.

 استغل الحمي هذه الوظيفة وبدأ يظهر على شاشات الفضائيات ويعرف نفسه على أنه السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية على الرغم من عدم وجود مسمى وظيفي في رئاسة الجمهورية لهذه الوظيفة، وسرعان ما لمع نجمه ليبدأ في طعن التحالف والتشكيك في الدور البطولي الذي يقوم به باليمن وخاصة دولة الإمارات منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية.

 وفي يونيو 2015 م نقلت تقارير إعلامية نفى مصدر مسئول في رئاسة الجمهورية عدم وجود مسمى وظيفي لسكرتير صحفي للرئيس هادي خاصة في المرحلة الراهنة.

 وقال المسئول الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته أنه لوحظ مؤخراً تداول تصريحات ومقابلات صحفية لـ" مختار الرحبي" في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية المحلية والعربية تحت مسمى السكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية "بطريقة غير قانونية" داعيا وسائل الإعلام لتحري المصداقية والتحقق من الصفات الرسمية للمتحدثين .

  جاء ذلك النفي بعد ظهور متكرر لـ"مختار الرحبي" في وسائل الإعلام العربية وخصوصا "قناة الجزيرة" المتعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين معرّفا نفسه بأنه السكرتير الصحفي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بدفع وبتركيز الأضواء عليه من قبل لوبي حزب الإصلاح اليمني وتأثيره على مراسلي القنوات العربية في اليمن .

 وبالنظر إلى أقواله الخالية من الاثباتات لادركنا أن هناك من يقف ورائه وتشجيعه والدفع به دفعا حتى يتسنى له تنفيذ أجندتهم المشبوهة ولخدمة جهة في الشرعية هى نفسها لها علاقات مع جهات وترتبط ارتباطا وثيقا بها .

 ولقد زرعت قطر وأحسنت اختيار نبتة الأشرار باتقان إذ أنها تمكنت من حصاد ثمر كانت تكاليفه باهضة وذلك للقيام بهذا الدور البغيض والمتلون حتى يقول الناس" لقد تشابه علينا البقر"، ولا يعلموا من صديقهم من عدوهم.

 وتقول التقارير إنه كان يرتاد الدوحة بين الفينة والأخرى وبشكل متكرر، واتهم ناشطون الرحبي بكونه أصبح يعمل كورقة بيد قطر لتمرير مخططات عبر الإعلام المحلي لتشويه التحالف العربي.

 كما تهدف هذه المخططات بالدرجة الأولى إلى شن حملات إعلامية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وأيضا تقديم تصورات مستقبلية توحي بقرب انتصار الحوثي، وحول وجود أطماع توسعية لدول التحالف داخل اليمن، فضلاً عن بث ونشر إشاعات وأفكار ومعلومات مغلوطة ولا أساس لها تهدف إلى زرع الكراهية تجاه دول التحالف وتحديدا دولة الإمارات.

 ومواقف الإمارات في اليمن ليست بحاجة لمن يعددها أو يقلل منها، فهي تتحدث عن نفسها بكل رفعه واقتدار، لأنها امتدت لأنحاء شاسعة من العالم وباعتراف القاصي والداني، إنها دولة مواقف ودعم لاحدود له يؤكد إنسانية هذه الدولة ونبل قادتها الشرفاء الذين يقفوا مع المظلومين والمحتاجين في كافة دول العالم.

 ولقد عملت ومازالت تعمل دولة الإمارات مع كافة أبناء الشعب في أحلك الظروف وتساندهم من أجل عودة الشرعية والحق لأبنائه، وحتى لاتمتد الأطماع الفارسية إلى شبة الجزيرة العربية والخليج، الشرفاء وحدهم يقدرون مواقف الإمارات النابعة من المحبة والصدق والإخاء.

 فالجرأة  الكاذبة للرحبي تؤكد أن خلفه جهات داخلية ومحلية تعمل من أجل تسويق حزب مثل الإصلاح لمهام مستقبلية قد تكون أشد خطراً على اليمن من ميليشيات طهران.

 ولعل ما يؤكد  ذلك هو إعلان الرحبي بشكل صريح عبر بيان له أن قواعد حزب الإصلاح الإخواني تشارك بدور إيجابي ومهم في عمليات التحرير في أغلب الجبهات، وهناك قيادات كبيرة اسُتشهدت وهي تدافع عن الوطن، وتم اختطاف واعتقال كثير من قياداته، وفي الوقت نفسه يتعاون الحزب مع ميليشيا الحوثي ضد الشرعية والتحالف.

 وعلى أية حال فإن مواقف حزب الإصلاح وأبواقه باتت مفضوحة وليست بحاجة لميكروسكوب لرؤيتها، فالحزب مارس أدوار مشبوهة بل قذرة حقق من خلالها مصالح لقادته.

 بيد فإن ما يقوم به الرحبي وغيرهم من المدسوسين في إطار الشرعية يثير الشك بوطنية هذه الكوادر التي يفترض أن تسخر جهودها للوطن لا لتنفيذ أجندات خارجية تتسم بالطابع الديني المتطرف والمتخلف.