الجنوب: الهدنة الرخوة لم تنعش الأوضاع المعيشية والعالم يتعامل بازدواجية
في الوقت الذي انتعشت فيه الآمال لتحقيق انتعاشة في الأوضاع الإنسانية مع مواصلة تمديد الهدنة الأممية، إلا أن هذه الأوضاع لم تتحسن مطلقا في ظل تماهي الأزمة المعيشية.
ففي الجنوب، لم يتغير شيء منذ الإعلان عن الهدنة في الأوضاع المعيشية، لكن الأزمة زادت كثيرا على مدار الفترات الماضية.
سببان رئيسيان وراء هذه البشاعة في الأزمة الإنسانية، الأول هي حرب الخدمات التي يشنها الاحتلال اليمني ضد الجنوب، إلى جانب الخروقات الحوثية التي تستهدف من ورائها المليشيات إطالة أمد الحرب.
وعلى الرغم من أن هذه الأزمات تضرب كل المناطق، إلا أن هناك ازدواجية واضحة في التعامل مع الوضع الراهن، إذ يتم تجاهل الأوضاع في الجنوب.
ففي تقرير جديد، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من مخاطر انتشار المجاعة في عدد من مديريات محافظتي حجة والحديدة.
وقال التقرير إن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية شهدا مزيداً من التدهور في العام الجاري مقارنة بالعام السابق، وأرجع ذلك أساساً إلى عواقب الصراع الذي طال أمده.
ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً من سوء التغذية الحاد على مدار العام، بما في ذلك 538000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
ومن المتوقع أيضاً حدوث 1.3 مليون حالة إضافية للنساء الحوامل والمرضعات على مدار العام.
في الوقت نفسه، واجه ما مجموعه 17.4 مليون شخص أو 54 في المئة من السكان انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 وما فوق) من يناير إلى مايو الماضيين، مع تصنيف 31 ألف شخص في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للانعدام الغذائي.
وعلى الرغم من بشاعة ما ورد في هذا التقرير من أعباء إنسانية، إلا أنه كان من الضروري أو المنطقي أن تتم الإشارة للمعاناة التي يعيشها الجنوبيون في هذا الإطار.
هذا التجاهل لما يشهده الجنوب ربما يؤدي بشكل كبير إلى تفاقم الأعباء المصنوعة عمدا ضد الشعب من قبل قوى الاحتلال ضد الجنوب وشعبه.