التمرد العسكري بشبوة يستدعي بالضرورة تنفيذ اتفاق الرياض سريعا

بعد تمرد القوات الأمنية والعسكرية الموجودة في شبوة على قرارات المحافظ القانونية والشرعية وتفجير الوضع في عاصمة المحافظة عتق وعلى ذلك النحو الدموي ومنذ ساعات الفجر الأولى ليومنا هذا؛ فإنه لم يعد مقبولاً ولا مبرراً التعايش مع هكذا وضع؛ وأصبح ذلك مبعثاً لقلق الناس وتساؤلاتهم عن بقاء تلك القوات وأهدافها ومطالباتهم الملحة بضرورة نقلها إلى حيث ينبغي أن تكون وهي جبهات المواجهة مع مليشيات الإنقلاب الحوثية؛ وكما هو معروف فإن تلك القوات العسكرية تخضع لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني وزعيم جناحه العسكري الإرهابي علي محسن الأحمر؛ والإصرار على عدم تنفيذ إتفاق الرياض رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على توقيعه؛ وهو الذي تم بتوافق الشرعية والإنتقالي وبرعاية التحالف ومباركته وتأييد المجتمع الدولي. لقد أصبح الوضع خطيراً ويبعث على القلق وينذر بتدهور كبير لحالة الإستقرار السياسي النسبي الذي نتج عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي؛ والذي أصبح دوره الحاسم مطلوباً اليوم وسريعاً لتنفيذ الإتفاق ونقل تلك القوات من وادي حضرموت ومن المهرة؛ مالم فإنه سيواجه تحديات كثيرة وخطيرة وستتعرض وحدته النسبية القائمة التي فرضتها الظروف المرحلية المؤقتة وتحالف الضرورة للإنهيار التام وسيكون لذلك تداعياته الخطيرة بالضرورة؛ وهو ما لا نتمنى حدوثه بكل تأكيد؛ وأن يستشعر بالمسؤولية الإستثنائية الملقاة على عاتقه في هذه الظروف المليئة بالتحديات وأن يتخذ القرارات اللازمة بشأن ذلك بما فيها إقالة كل من كان له دور في هذا التمرد الذي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من قوات دفاع شبوة وألوية العمالقة الجنوبية التي تعرضت للإعتداء الغادر من قبل تلك الوحدات؛وسقط أيضاً مع الأسف عدد من الضحايا والجرحى بين صفوف القوات المهاجمة والتي خضعت لأوامر وتوجيهات القيادات الإخوانية المعروفة التي لا تضع وزناً لحياة الجنود بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها الخاصة وأهدافها السياسية الدنيئة والمتمثلة بإدخال شبوة العزيزة في دائرة فتنة كبرى لتتمكن تلك القوى من السيطرة على شبوة وثرواتها؛ ولعله من المهم الإشارة هنا وبالإستناد لتصريحات وبيانات جهات رسمية بأن الإعتداء قد تم بمشاركة عناصر من التنظيمات الإرهابية التي تتخادم وتتعاون مع الإخوان والحوثة في هكذا حالات إجرامية وهذا مؤشر خطير للغاية لا ينبغي إغفاله مطلقاً. ونجدها فرصة مناسبة هنا لأن نوجه دعوة أخوية صادقة ومخلصة لكل أهلنا الأعزاء الكرام في شبوة التاريخ والحضارة والشموخ وبكل توجهاتهم ورؤاهم وقناعاتهم السياسية إلى الحذر من مخطط إغراق شبوة في مستنقع الدم والإقتتال الذي يراد لشبوة أن تدخل هذه الدائرة الجهنمية؛ وهذا إنما هو جزء من مخطط شامل وأكبر ضد الجنوب والجنوبيين جميعاً ويستهدف قضيتهم الوطنية المشروعة والعادلة؛ وبأننا على يقين بأن حكماء وعقلاء شبوة كثيرون وبأنهم عند مستوى مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية ولن يسمحوا لأنفسهم بالإنسياق وراء هذا المخطط الشيطاني الذي سيدفع ثمنه الجميع دون استثناء.