الوجه الاخر للانقلاب


لم تنجز الشرعية بعد ولوج العام الرابع من الحرب على الانقلابيين اي شيء سوى بعض الترهات وكثيرا من المعارك في غير ميدانها الحقيقي ، وبالإضافة الى فشلها العسكري الناتج عن الأدوات الهشة التي تتكل عليها بقوام  مليشاوي مهول في كشوفات المرتبات  يتدثر بغطاء مسمى الجيش الوطني وهو حقيقة ليس له اي علاقة بالوطن والوطنية بقدر علاقة القائمين عليه بالنهب والاستنزاف وتكديس الأسلحة لمعارك قادمة  .!

لقد تم الاجهاز مبكرا على شرعية التوافق واضحت شرعية مختطفة لحساب أطراف معينة أخرجت هذه الشرعية عن أهدافها وبرنامجها وتوافقها وحولتها الى مكسب يدر الثروات والمناصب على حساب القوى السياسية الاخرى وعلى حساب المقاومة الحقيقية التي احرزت الانتصارات وهو ما جعل منها شرعية منقوصة فشلت فشلا ذريعا في ادارة شئون البلاد وارتكست في الجبهات وعلى اكثر من صعيد ، دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا ، ولعل تقارير المنظمات الدولية وتقرير لجنة مجلس الامن قد اوردت أسباب الانتكاسات التي جبلت شرعية هادي وحكومته عليها ومازالت مستمرة في ذلك التراجع والتآكل في الوقت الذي يعاني الشعب شمالا وجنوبا مرارات العيش وتوقفت احلامه الكبيرة عند كسرة خبز يطعم بها ابنائه الجوعى في الوقت الذي اصبح وزراء الشرعية وقادتها العسكريين يتسابقون على شراء الفلل في عواصم عربية ويقيمون الشركات الخاصة وصاروا من طبقة الاثرياء .

إنما يحدث في ) تعز ( الخاضعة للشرعية من نشر الفوضى والاغتيالات وتعطيل مؤسسات الدولة يؤكد ان الأدوات التي تدير ذلك المخطط التدميري الممنهج هي ذات الأدوات التي تفعل ذلك في ) الجنوب وفي العاصمة عدن ( على وجه الخصوص ، وأن المبررات الواهية التي تسوقها الحكومة وإعلامها الزائف من ان هناك قوى تعرقل التنمية والامن في الجنوب هي مبررات لاعلاقة لها بالحقيقة ذلك ان ( النصف المحرر من تعز ) يعاني من الفوضى والارهاب والقتل وانعدام الامن بصورة مبكية ومحزنه ، علاوة على ممارسة الاقصاء من قبل طرف سياسي لكل المكونات وفصائل المقاومة ، ناهيك عن الاستئثار بالدعم والتجنيد والسلاح وغالبية الوظائف المدنية والعسكرية ، وهو الامر الذي يبرهن بالدليل القاطع ان من يصنعون الأزمات ويقفون حائلا لتحقيق الانتصار ويختلقون المعارك الجانبية للهروب من الاستحقاقات الكبرى ويجتهدون لشق صف التحالف العربي هم الوجه الاخر للانقلاب  وهم من يقف وراء اطالة الحرب التي حولوها الى تجارة مربحة وأصبحوا من الاثرياء بعد ان صادروا التعيينات العسكرية والأمنية والمدنية وصاروا هم صانعو القرار في شرعية عبدربه منصور هادي .

)‏لا تستطيع إحلال النظام بأدوات "الفوضى" ،ولا تستطيع إحلال السلام بعناصر مستفيدة من الحرب..! )