محلل سياسي : خطة المبعوث الأممي تدعم الحرب الأهلية في اليمن
قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، هاني مسهور، أن مقدمات الحرب الأهلية متوفرة في اليمن وأن الأطراف المختلفة تمتلك ذرائع الخوض في معركة طويلة المدى، وأن ما يعززها ما يحمله المبعوث الأممي مارتن غريفيث من خطة للحل السياسي لا تعالج مشكلات الحرب الأخيرة وإفرازاتها فهي تعتمد على خلط الأوراق السياسية والعسكرية.
وأضاف في مقال له بصحيفة "العرب" اللندنية، أن فكرة إنشاء مجلس عسكري تعني إطلاقا للرصاصة الأولى في الحرب الأهلية فلن توافق الأطراف على تقديم أسلحتها دون معرفة مستقبلها السياسي الذي سيبقى مرتبطا بالدولة اليمنية الفاشلة.
إلا أنه أشار إلى أنه مازال من الممكن تجنب الأسوأ في اليمن، وعلينا التذكر أن المبادرة الخليجية جاءت من قبل الإقليم الذي يعرف كيف يفتك الصراع بين اليمنيين، وأن الخلل حدث باستلام الأمم المتحدة للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وهنا وقعت الأخطاء التي أدت إلى كل هذه النتائج.
وتابع: "لذلك على السعودية بدرجة أكبر مسؤولية تكرار التواريخ الكبيرة مع اليمن بداية من معاهدة الطائف في 1934، فإعادة اليمن إلى ما كان قبل الحرب يبدو أمرا مستحيلا والذهاب إلى مصالحة وطنية يبدو ضربا من الجنون مع انعدام الثقة وقدرة اليمنيين على الحرب المستدامة بينهم، لذلك لا يوجد سوى أن تتقدم السعودية بما تمتلك من رصيد عند الأطراف اليمنية جنوبية وشمالية على اختراقات متوازية وتضع توافقات جديدة وفق توازنات الحاضر".
وأوضح أن هذا الأمر تقديم رؤية واضحة للمستقبل السياسي لكل من عدن وصنعاء، لافتا إلى أن وضوح الرؤية للمستقبل هي عامل الاستقرار للمنطقة والضامن الحقيقي للتنمية الاقتصادية، وأن التعويل على الدور السعودي في منع مخاطر الحرب الأهلية في اليمن يأتي من ما تملكه الرياض من قدرة لمعالجة ما أصاب اليمن وما قد يصيبه فيما لو فشلت الأمم المتحدة مُجددا وهو في ما يبدو الأقرب، فلم تكن يوماً الأمم المتحدة في اليمن تملك حلولا بقدر ما تمتلك مشكلات لليمنيين.