لن تعود صنعاء ..!!
ناصر التميمي
- لجنة التواصل ولم الشمل الحضرمي ..!
- للإمارات .. ألف تحية !
- الرئيس الزبيدي ..يد تحمل البندقية ويد ترفع غصن الزيتون
- (الانتقالي) .. وإتقان اللعبة !
سلموا صنعاء لجماعة الحوثي الإيرانية ،وهربوا بعبايات النساء وتركوا نساءهم وأولادهم لجماعة الحوثي المتمردة ،ولم يطلقوا رصاصة واحدة وهم الذين كانوا يملكون الجيوش الجرارة ومختلف الأسلحة المتطورة ،لكنهم لم يصمدوا ولو لساعات أمام جماعة الحوثي الإنقلابية التي كانت لايتجاوز أفرادها بضعة آلاف ،وأنهت القربعة والزوبعة التي ظلت أبواقهم تتحدث عن انتصارات جيشهم الوهمي الذي قالوا عنه انه الجيش الذي لايهزم ،وفي ساعات معدودة ذاب هذا الجيش الوهمي كحبة الملح في الماء ،وترك عاصمتهم لذئاب الحوثي المفترسة ونزحوا الى الجنوب وبلدان الشتات في المهجر.
من سلم صنعاء بالأمس ،لن يستطيع إعادتها من قبضة الحوثيين المدعومين من إيران أبدا الدلائل كثيرة على ذلك ،الأخوة في التحالف العربي جزاهم الله خير ماقصروا قدموا كل ماعندهم ودعموا بالمال والسلاح على أمل إستعادة صنعاء المدينة العربية المختطفة بأيدي إيران ،وكانوا معولين على الأخوة في الشمال بأنهم اذا قدم لهم الدعم الكافي سيقاتلون وسيقدمون الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنهم من أتباع أيران ،على الرغم من التحذيرات التي أطلقها الجنوبيين للتحالف العربي ،بأن يكونوا على حذر شديد من هؤلاء البشر الذين لايحترمون العهود والمواثيق وأن الخيانة تجري في عروقهم ومخلوطة في دمائهم ،ومهما قدمت لهم من دعم ووقعت معهم من مواثيق واتفاقيات فإنهم سينقلبون عليك لامحالة في ذلك ،ونحن الجنوبيين لنا تجارب معهم كثيرة فإذا عدنا قليلاً الى الوراء فإنهم قد انقلبوا على اتفاقيات الوحدة المذبوحة واتفاقية العهد والاتفاق التي وقعت في الأردن في ١٩٩٤م بحضور الملك الحسين بن طلال ونكثوا بها ،وهذا ماحصل فعلاً .
رغم ما قدمه التحالف العربي لانقاذ الأخوة من الكارثة التي حلت بهم ،الا أن التحالف تعرض لأكبر خيانة في تاريخ الأمة ،فقد شاهد السلاح الذي سلم لما يسمى بالجيش الوطني أو مايعرف بجيش التباب والدجاج ،وهم يسلمونه لجماعة الحوثيين الإنقلابية في وضح النهار ليس هذا فحسب بل سلمت ألوية ومحاور قتالية بعتادها العسكري ،فهل مثل هذا القوم يستحق أن تقاتل معهم أو تساعدهم في تخليص أنفسهم من أتباع ايران المجوس ،طبعاً لايستحق هذا القوم اي دعم لانهم شعب همجي لايهمه الا بطنه ولاتوجد فيهم وطنية حقيقية ،بل يرضون بالواقع الذي يفرض عليهم مهما كان فكره أو نظامه فإنهم يتعاطون معهم ،حتى وان مارس التعذيب والقتل فيهم فأنهم يستسلمون وهذا ما حصل لهم مع جماعة الحوثي المتمردة.
ثمان سنوات كانت كافية لتحرير الشمال لو كانوا جادين في الأمر مع التحالف العربي جاء لمساعدتهم واوصلهم الى مشارف صنعاء ،لكنهم خذلوه وسلم الإصلاح كل الأراضي التي حررت لاتباع ايران ،بحجة ان الجنوب سينفصل لو أسقطنا صنعاء وقالوا كذلك نحرر صنعاء ممن ،وهذا دليل واضح أن القوى اليمنية بمختلف مسمياتها لاتقاتل الحوثي فكل الذي حصل على مدى السنوات الماضية من الحرب هي مجرد مسرحية الهدف منها استنزاف التحالف العربي والجنوبيين ومن ثم ينقض الشمال على الجنوب مرة أخرى لإحتلاله ،هذا ما مان يخطط له أعداء الجنوب .
القوى اليمنية لايعنيها مايحدث في الشمال من قتل واغتصاب وانتهاك للأعراض وسفك للدماء واعتقال تعسفي للصحفيين وأصحاب الرأي لا من قريب ولا من بعيد الحوثي يسوي الي يسويه هذا لايعنيهم ،كل مايريدونه هو العودة الى الجنوب والسيطرة على منابع النفط والغاز ومناجم الذهب ،وقد رأيناهم عندما زحفت جيوشهم بأسلحتها المتطورة والفتاكة عندما توجهة صوب العاصمة الجنوبية عدن في عام ٢٠١٩م وكيف استماتوا في القتال ضد الجنوبيين ،وهذه الحرب كشفت نواياهم ومخططاتهم الخبيثة التي كان يعملون من أجلها ،وليس من أجل تحرير بلادهم من أتباع ايران ،هم يعتقدون أنهم سيحتلون الجنوب مرة أخرى ،وهم واهموم ولن فالجنوب اليوم ليس جنوب ١٩٩٤م يجب أن يعرفوا ذلك جيداً ،فصنعاء امامكم اذا أردتم تحريرها أم الجنوب ،ففيه رجال سوف تحميه من اي إعتداء سواءً كان شمالي أو اي قوة اخرى تحاول المساس بأمن الجنوب أو الإقتراب منه.
مايجري اليوم في أروقة الأمم المتحدة من مباحثات من تحت الطاولة ،يوحي بأننا ذاهبين الى الحل الوحيد للأزمة اليمنية ،وهو حل الدولتين وإعطاء الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم الذي بات أمراً واقعاً لامفر منه ،وهنا أنا سأددل على ذلك من وجهة نظري هو تكرار الهدن من الأمم المتحدة وتمديدها أكثر من مرة وهذا دليل على ان الدول الراعية للسلام في المنطقة تريد إيقاف الحرب في الجنوب واليمن والإعتراف بالواقع على الأرض الحوثي شمالاً والانتقالي جنوباً ،والأحداث تشير الى انه بعد توقف الحرب ،فإن الحوار الذي سوف ترعاه الأمم المتحدة سيكون بين الجنوب والشمال على أساس الترتيب لحل الدولتين والعودة الى وضع ماقبل عام ١٩٩٠م .
الأخوة في التحالف وصلوا الى طريق مسدود ،بأنهم الشماليين ليست لديهم قناعة بإستعادة صنعاء ،فهم الآن يسعون لإيقافها والإعتراف بما موجود على الأرض وهذا واضح من خلال الذي حصل في الجنوب من ترتيب لفرض السيطرة الكاملة عليه من قبل المجلس الانتقالي واخراج الإخوان من المشهد تماماً ،بعد ان وصلت دول التحالف الى قناعة تامة بأن عودة صنعاء باتت مستحيلة بعد سبع سنوات من الحرب دول ان تتحرر ولو محافظة واحدة في الشمال الذي أصبح يدين بالطاعة والولاء للمرشد في أيران ،فهل ننتظر شي منهم طبعاً لا ولهذا اعلموا جيداً ،أن صنعاء لن تعود اذا ظل الوضع على نفس الحال .