عبدالعزيز الشيخ
صالح أبو عوذل
- عن الحوار السياسي بين قيادة الانتقالي و المقاومة الوطنية
- المجلس الانتقالي الجنوبي.. مشروع دولة أم حزب سياسي معارض؟
- الشرعية اليمنية والدرس المصري البليغ
- الإمارات .. حليفنا الصادق والوفي
في العادة أنا لا أدخل في أي "جدل داخلي"، واتجنب ذلك، ولكن قرأت الكثير من المقالات والتدوينات لبعض الزملاء مع الأسف الشديد الذين حاولوا "دس السم في العسل"، بالحديث عن قطاع الإذاعة والتلفزيون، ولأنه الموضوع "أخذ بعداً قبيحاً ومناطقياً"، فأننا نقول لكل "هؤلاء" عيب ما تفعلون.
لست بصدد توجيه الانتقاد لأحد، ولست مخولا بالدفاع عن "فلان او علان من الناس"، ولكن هي كلمة حق أقولها بكل صراحة وثقة مطلقة، خاصة في وجه أولئك الذين يحاولون الانتقاص من الجنوبيين.
تأسيس قناة عدن المستقلة وإذاعة هنا عدن، مر بظروف صعبة ومعقدة، ولا اريد الحديث بشكل تفصيلي عن تلك المرحلة السابقة التي أتيحت فيها الفرصة للكثير من المنتقدين اليوم، ولكنهم للأسف الشديد ظلوا "محلك سر".
في سبتمبر من العام 2019م، شكلت لجنة برئاسة الاستاذ عبدالعزيز الشيخ – سكرتير الرئيس – م. نزار هيثم – المتحدث الرسمي- الاستاذ مختار اليافعي – رئيس تحرير صحيفة عدن 24"، اللجنة كلفت فريقاً للعمل على إعادة البناء في القناة من الاساس، يومها قال نزار لنا "ندرك ان لديكم اعمالكم الخاصة ومشاغلكم، ولكن نحن نخوض مهمة وطنية، وهذا القناة قناة الجنوب نريد كل واحد يعمل بضمير"، لم تكن للفريق أي امتيازات، عمل الجميع من أجل مهمة "وحيدة"، "إنقاذ القناة من حالة موت سريري"، وبالفعل نجح الفريق كله بانسجامه وتكاتفه في الظهور بأول بث مباشر يوم الـ14 من أكتوبر 2019م، كان الجميع ينظر الى العمل على انها مهمة وطنية في الأساس لم يبحث أحدنا عن منصب او امتيازات.
لا أحب ان اتعمق أكثر في التفاصيل، ولكن حقيقة اشعر بغصة وانا اشاهد حالة التطاول على شخص الأستاذ عبد العزيز الشيخ، الشاب الجنوبي النقي الأصيل الذي نعرفه عن قرب، مثل ما عرفناه مناضلا وطنيا جسوراً، منذ بداية الحراك.
لم نكن نعرف عبدالعزيز الشيخ من أي محافظة ومن أي مدينة، عرفناها مثل أي مناضل جنوبي غيور على وطنه، كان مغتربا في أحدى الدول الشقيقة، وكما هو حال أبناء الجنوب في دول الاغتراب الذين كان لهم الفضل بعد الله في صمود الحركة الوطنية الجنوبية، في تلك المرحلة لم يكن أحد يدقق في هوياتنا، يكفي ان تكون جنوبياً.
عرفت عبدالعزيز لأول مرة كرئيس لاتحاد شباب الجنوب، من عبدالله العوذلي وعبدالله الدياني, كان عزوز شابا مغتربا شكل مع رفاقه "صناديق تبرعات لجمع أموال لدعم الحراك الجنوبي، كانت كل الأموال التي ترسل تصرف على الأنشطة الإعلامية من انترنت وتحركات وغيره، لم يكن أحد يطمح في الحصول على أموال، او ينافس على المنصات، بل كان الجميع "يحمل هم وطني"، كما هو الحال بالكثير من المناضلين الذين لا يمارسون الابتزاز ولا يطالبون بالمحاصصة المناطقية.
تعرض عبدالعزيز لاعتقال في أحدى دول الجوار – التي كان يعمل فيها براتب شهري يعادل، 1800 دولار أمريكي، لم يقل ان عمله الوطني قد يعرضه لخسارة عمله، وهو ما حصل فعلا حين تعرض للاعتقال بفعل نشاطه السياسي، وحين اطلق سراحه استقبله أبناء الجنوب "استقبال الابطال" في مطار عدن الدولي، لأن المناضلين كان ولا يزالوا يدركون من هو هذا الشاب، الذي اقسم بالله اننا لم نكن نعرف من اين هو ولا من يكون؟، ولا يهمنا من يكون بقدر اننا عرفناه "شاب جنوبي"، مثله مثل الكثير من الأسماء التي برزت ولمعت في تلك المرحلة على سبيل الذكر الصديق العزيز والمناضل الجسور علي شائف الحريري، الذي اعتقل وعذب وتم نقله عن طريق الشرطة الدولية الى صنعاء.
أتذكر قائمة طويلة من المناضلين الذين عانوا الأمريين جراء ممارسات الاحتلال الذي وصل به الأمر الى مساومة الدول الإقليمية في العديد من الملفات على إيقاف الأنشطة الجنوبية في تلك البلدان التي نكن لها كل التقدير والاحترام رغم ما تعرض له رفاقنا، لكن كانت تتيح مساحة من العمل السياسي الجنوبي لأدراك حكومات تلك البلدان "الابعاد السياسية والوطنية لقضية شعب الجنوب".
لا اطيل ولكن هي نصيحة محب :" اقسم بالله انني لا ابحث عن مصلحة ولا منفعة من احد، ولكن كفو عن جلد الذات، بطلوا السير خلف الموجة بجلد رفاقكم والنيل منهم ومن عملهم الوطني، فوالله اننا نترفع عن الكثير من التصرفات الفردية، لأنه مهما كان الوطن ليس لأحد، وعلينا ان نشتغل للمنافسة على خدمة الوطن لا ان نفتح ثغرات لخصوم وطننا للنيل من الوطن ومن أبناء الوطن".
والله الموفق