وزارة الكهرباء.. بوابة الأكوع للفساد
رأي المشهد العربي
على الرغم من صرف مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء في اليمن ، إلا أن وزير الكهرباء عبدالله الأكوع لم ينجح حتى الآن في توفير احتياجات البلاد من الطاقة الأمر الذي يؤكد أن هناك فساد مالي وإداري مقصود لإثارة سخط الشعب.
وعين الأكوع الذي ينتمي لحزب الإصلاح التابع لجماع الإخوان المسلمين ( فرع اليمن) وزيراً للكهرباء منذ 2014 على أمل أن يقدم جديد في أزمة الكهرباء التي يتعرض لها اليمن إلا أنه لم يقدم أي جديد واقتصر دوره على السفريات المتعددة ومنها إلى تركيا.
ومنذ أن سيطر على وزارة الكهرباء وجميع المحافظات لازالت تغرق في الظلام، كما تعاني المحافظات الساحلية من الانطفاءات المستمرة التي تصل إلى 16 ساعة في اليوم وكذلك الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة كعدن والمكلا.
وبحسب العديد من المواطنين تتعمد إدارة التوزيع على تخفيض ساعات الإضاءة إلى ساعتين مقابل ثلاث ساعات ظلام، وهو ما يؤكد بأن الكهرباء لاتزال تمارس عقاب جماعي لتكدير الشعب وخلق مشاكل جانبيه لمناكفة التحالف العسكري الذي تقودة السعودية الإمارات ضد ميليشيات الحوثي المنقلبة على الشرعية.
ويُتهم وزير الكهرباء والطاقة، عبد الله محسن الأكوع، بتعيين وتكليف أشخاص ينتمون إلى حزبه التجمع اليمني للإصلاح بتولي إدارات ومواقع وظيفية عليا في الوزارة والمؤسسة العامة للكهرباء بشكل غير قانوني.
الأكوع قال في تصريحات صحفية إن الحكومة تدفع مليونًا ونصف المليون دولار يوميًا لشراء مادة الديزل المشغلة لمولدات كهرباء عدن خلال اليوم الواحد فقط، وهو الأمر الذي أثار الجدل والسخرية في ذات الوقت بين اليمنيين.
ويعادل مليون ونصف المليون دولار بحسب سعر الصرف السائد في السوق المحلية باليمن ما قيمته 744 مليون ريال يمني، في حين أن ساعات تشغيل الكهرباء في عدن تتراوح بين 10 الى 14 ساعة تشغيل في اليوم الواحد كحد أقصى بينما تنقطع بمعدل 10 ساعات يوميًا.
وفتح تصريح الأكوع المجال لناشطين يمنيين للقيام بعمليات حسابية من باب التندر والسخرية، إذ أن مبلغ 744 مليون ريال يدفع لشراء مادة الديزل لمولدات كهرباء تعمل في حدها الأقصى 14 ساعة تشغيل في اليوم أي ما يعادل 420 ساعة تشغيل خلال الشهر مقابل 300 ساعة انقطاع، ما يعني أن الحكومة تدفع بحسب تصريح الأكوع ما قيمته 22 مليار و320 مليون ريال يمني شهريًا (45.000.000 دولار).
يقول المغرد كمال النعماني على تويتر “وزير الكهرباء يقول مليون ونصف المليون دولار كلفة كهرباء عدن يومياً، هذا والكهرباء طافية كيف ولو كانت الكهرباء مستمره يمكن تصل التكلفه 100 مليون دولار يومياً كفيله أن تغطي كهرباء اليمن والقرن الأفريقي “.
أما مغرد آخر يدعى محمد باوزير فقال"مليون ونصف مليون دولار بمعدل 744 مليون ريال يمني لتشغيل كهرباء عدن في اليوم الواحد وهي تشتغل أقل من 12 ساعة في اليوم كيف لو كانت ماتطفي كم باتسرقوا..".
وأبدى حسين الروسي استغرابه من الرقم قائلًا “مليون ونصف مليون دولار يوميا تكلفة وقود كهرباء عدن ؟ هل هذا معقول ؟ هذا والكهرباء طافية كيف لوكانت تشتغل الكهربا كم سيكون المبلغ بالدولار؟ عصابات مش حكومة “.
وعقد عادل الكليبي اليافعي مقارنة بسيطة قائلًا: “محطة كهرباء تعمل بالرياح بطاقة توليدية تصل إلى120 ميجا افتتحت بالمغرب بتكلفة إجمالية بلغت 170 مليون دولار!! ونحن في عدن تكلفة وقود تشغيل كهرباء عدن بواقع 10 ساعات يوميا تصل الى45 مليون دولار!(..)”
واختزل نوار هاشم المشهد بالقول “وزير الكهرباء: 22مليار و320مليون ريال يمني شهريا تكلفة وقود كهرباء عدن ..! بهذه المبالغ يمكن بناء محطات عائمة تولد الكهرباء للعالم كله”.
فيما قال الكاتب غازي العلوي إن قيمة وقود الكهرباء التي ذكرها الوزير تذهب لإمبراطور مملكة الفساد أحمد العيسي ورفاق مملكته العتيدة قائلاً:" اعتقد لو تم توزيع هذا المبلغ شهريا على سكان عدن أجزم بأن المدينة سوف تنافس مدينة "طوكيو" ولن تنقطع فيها الكهرباء دقيقة واحدة.
وأكد بمقال له نشر في "المشهد العربي" أن فساد وزير الكهرباء ما بعده فساد تجاوز حدود المعقول والمصيبة أنه يظهر بين الحين والآخر من يدافع عن هذه الحكومة ويتشدق بإنجازاتها التي لا تحصى ولا تعد.
وطالب العلوي الرئيس هادي وقيادة التحالف وضع حد لهذا الفساد الذي تمارسه هذه الحكومة التي تسببت في تجويع الشعب والتلذذ بمعاناته والمتاجرة بقوته وبمقدرات الوطن والدعم الذي تقدمه دول التحالف العربي.
وعلى الرغم من التصريحات الإعلامية الكثيرة للأكوع بأن اليمن مقبل على مرحلة نهوض كبيرة في مجال الطاقة الكهربائية بعد أن عانت خلال السنوات الماضية من عجز كبير تسبب بمعاناة كبيرة للسكان، لكن لم يرى الشعب اليمني أي ترجمة لهذه التصريحات إلا مزيد من انقطاع الكهرباء.
وقالت مصادر إن تصريحات الوزير الإخواني المستمرة بخصوص تطوير الكهرباء هى مجرد استهلاك إعلامي لتسكين المواطنين، وفي الوقت نفسه يقوم بالتلاعب بالمناقصات وعقود شراء الطاقه وكذالك شركات التأمين، وهذا انتهاك لحرمة السلطة وتوظيفها لتحقيق مصالح وأطماع ضيقة تسيء إلى كل مواطن وتسهم في ارباك المشهد السياسي والتنموي الذي يطمح إليه المواطنون.
وأضافت المصادر أن الأكوع يستغل انشغال التحالف والحكومة في المعارك مع ميليشيا الحوثي ويحاول تثبيت أقدام الدواعش في أهم مصلحة للشعب اليمني ظلوا ينهبونها ويفسدون فيها سنين عدة.
وأوضحت أن الأكوع لم يستوعب بعد أن الفساد مفضوح وأن الشعب حتما لن يترك الممارسات السلبية من قبل حزب الإصلاح وفي مقدمتها الإقصاء والاحتكار والاستغلال للوظيفة العامة وللمناصب القيادية.
وتأكيداً على عدم انتمائية "الأكوع" لوزارته مازال يقوم بنظام استئجار محطات الكهرباء الذي يكلف البلد فيما لا يطيق مادياً، في حين أنه كان من الممكن وضع خطط توسعية لإنشاء محطات بهذه المبالغ الطائلة، لكن هو تعود على إبرام الصفقات والاتفاقيات من أجل الحصول على عمولات مشبوهه.
إلى ذلك عبرت نقابات مؤسسة الكهرباء بعدن، عن استنكارها الشديد جرى الخروقات التي يمارسها مدير مكتب وزير الكهرباء المدعو "طه الزبيري"، لنسف كافة الجهود لاستقرار الوضع المالي والتوليدي للمؤسسة .
وقالت نقابات مؤسسة الكهرباء في بيان لها أن هناك صفقات مشبوهه تتم ورائها مدير مكتب الوزير، وحذرت من الهيمنة التي يحاول أن يمارسها مثلما تمارسها العصابات معتمدا على الشللية،وهذه الأساليب انتهت وولت الى غير رجعة .