نجاحات التحالف العربي في اليمن تزيد جنون إيران
بات واضحا أن كل نجاح ستحرزه القوات المشتركة والإسناد المصاحب لها من التحالف العربي، ستقابله تحركات إيرانية محمومة لتلافي الآثار الضاغطة لهذه النجاحات، وإعطاء قبلة حياة مؤقتة لرجلها عبد الملك الحوثي وجماعته.
النزيف الذي يتكبّده الحوثيون في اليمن يمثل ضغطا مباشرا على إيران، وسعيا للتخلص من هذا الضغط ومعادلة أثره القاسي على الخطط التي تتبناها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، تعيد طهران هندسة صيغة حضورها في المشهد، وتدفع بمزيد من الأوراق على الطاولة، في إطار مناورة جديدة لصبغ الصورة بلونها، وفرض حضورها على قوانين اللعبة.
لا ترضى إيران بطبيعة الحال عن تقلص الحضور الحوثي في الحُديدة، أو سيطرة القوات اليمنية على محاور استراتيجية في محيط صنعاء والطرق المؤدية إليها، أو قطع كثير من خطوط الاتصال والإمداد مع صعدة في أقصى الشمال، وأيضا مع التقدم الذي أحرزه الجيش مؤخرا في مديرية "خدير" جنوب شرقي محافظة تعز، بعد معارك ساخنة كبّدت الحوثيين خلالها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
بحسب مصدر عسكري، فإن القوات المشتركة نجحت في تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية، أبرزها الخيامي، والشط، والمشجب، والرصفة، والظبه، إضافة إلى أجزاء من "جعيشان" حتى سائلة، وهو التقدم الذي يُعني مزيدا من القدرة على حصار الميليشيات وقطع خطوط الإمداد عن عناصرها المتمركزة في حيفان والقبيطة.
بجانب النجاحات في تعز وحصار الميليشيات في حيفان وغيرها، تتواصل معارك القوات المشتركة مع الحوثيين على مشارف "مران"، بفاصل لا يتجاوز كيلو مترا واحدا بين تمركزات عناصر الحوثي ومناطق الجيش اليمني، وهو ما أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أنه يقود إلى حالة من الانهيار المتواصل في صفوف الميليشيات.
أمام هذا النجاح تتصاعد تحركات إيران لمعادلة الصورة، أو قلبها لصالح ميليشياتها الشيعية، ويبدو أن طهران تخيلت وسط الأجواء المرتبكة أن حزب الله اللبناني قد يكون ورقتها الرابحة في تغيير المعادلة، ليُكثّف الحزب نشاطه ووجوده المباشر على التراب اليمني، وهو ما تأكد مؤخرا بضبط قوات الجيش اليمني، خلال تحرير الملاحيط جنوب غربي صعدة، قياديا بارزا في ميليشيات عبد الملك الحوثي، بصحبة 7 خبراء من حزب الله.
ضمن الاحتمالات القوية لتفسير سبب دفع طهران بحزب الله للمشهد اليمني، بجانب أنها حاولت تعويض غيابها المباشر بعد انتزاع مطار الحُديدة، والحفاظ على خطوط إمداد وتدريب جيدة ومفتوحة مع الميليشيات، أنها سعت أيضا إلى تدويل الصراع اليمني، وتوريط مزيد من الدول فيه، وإحداث فتنة أو وقيعة بين اليمن وبيروت، ووضع لبنان على صفيح ساخن، في ضوء المعارضة اللبنانية الواسعة لخطط وتحركات وأهداف حزب الله، بشكل قد يهدد التوازن الحرج في لبنان.