سجل دعم الميلشيات المسلحة يحاصر أمير قطر في لندن
ألقت المظاهرات التي تشهدها بريطانيا احتجاجا على دعم الدوحة للإرهاب بظلال ثقيلة على زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يسعى في أول زيارة له للمملكة المتحدة منذ قرار المقاطعة العربية والخليجية، إلى تبديد صورة الدولة الراعية للإرهاب.
لكن سجل الدوحة الطويل في دعم وتمويل الإرهاب كان حاضرا بقوة في الشارع حيث احتشد جمع غفير أمام مقر مجلس العموم البريطاني الذي وصله أمير قطر، رافعين لافتات تندد باستقبال المملكة المتحدة للشيخ تميم.
كما كان حاضرا بقوة في نقاشات أمير قطر مع مسؤولين بريطانيين، بحسب مصادر قالت إن بريطانيا تشعر بقلق من دعم الدوحة لجماعات متطرفة بالإضافة إلى دعم ميليشيا الحوثي في اليمن، إلا أن المصادر ذاتها أوضحت أن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي قد لا تتعرض الثلاثاء خلال اجتماعها مع الشيخ تميم بعمق لهذه المسألة مدفوعة برغبتها في توسيع منافذ بلادها الاقتصادية لمرحلة ما بعد بريكست.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشدا من المحتجين أمام البرلمان البريطاني وهم يرفعون لافتات تندد بسياسات قطر الداعمة للإرهاب والتطرف وأخرى تندد بالتدخل القطري في شؤون دول عربية من أجل نشر الفوضى وزعزعة استقرارها.
وكان في استقبال أمير قطر أيضا لدى وصوله إلى مبنى مجلس العموم البريطاني لافتة عليها عبارة "غير مرحب بك في لندن" على وقع هتافات منددة باستقبال المملكة قادة دولة راعية للإرهاب.
وكتب على إحدى اللافتات "كيف تستقبل المملكة المتحدة رجلا دفع مليار دولار لإرهابيين".
وكانت تلك إشارة واضحة لفضيحة الفدية الضخمة التي دفعتها الدوحة لميليشيات إرهابية إيرانية في العراق من أجل إطلاق سراح أعضاء في الأسرة الحاكمة بقطر احتجزتهم أثناء رحلة صيد.
وتأتي الاحتجاجات على زيارة أمير قطر استجابة لنداء أطلقته المعارضة القطرية في بريطانيا دعت فيه إلى مشاركة واسعة في المظاهرات التي انطلقت من أمام البرلمان البريطاني، احتجاجا على زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وإلى جانب الدعوة التي أطلقتها المعارضة القطرية، خرجت احتجاجات عفوية رفضا لاستقبال أمير قطر للسبب ذاته المتعلق بدعم الدوحة للتطرف واستضافتها لقادة جماعات متشددة وتوفير منصات إعلامية لبث الفتنة ونشر خطابات الكراهية.
وشارك أبناء الجالية اليمنية في المظاهرات للتنديد بالسياسات القطرية الداعمة لميليشيات الحوثي الإيرانية التي دمرت اليمن.
وواجه الشيخ تميم وضعا صعبا مع حركة احتجاجية لم تتوقعها الدوحة في الوقت الذي يسعى فيه لمحو صورة الدولة الراعية للإرهاب التي التصقت ببلاده وتكشفت تفاصيلها في السنوات الأخيرة بما لم يدع لها مجالا للمناورة والالتفاف على سجل مثقل بالمؤامرات لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وزيارة الشيخ تميم لبريطانيا هي الثانية منذ 2014 الأولى منذ قرار المقاطعة الذي اتخذته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو/حزيران 2017 على خلفية نقض قطر لتعهداتها في اتفاق الرياض 2013 والملحق التكميلي في 2014، بالتخلي عن سياسة دعم الإرهاب والكف عن دعم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وكان قرار المقاطعة ردا على استمرار الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب واحتضان جماعات متطرفة.
وفي أحدث حلقة من حلقات كشف دعم قطر للإرهاب، أظهرت مراسلات مسربة في وقت سابق قيام النظام القطري بالتعاون مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني من أجل دفع مليار دولار لكتائب إرهابية تابعة لإيران في العراق، بالإضافة إلى تهجير سكان مدن سوريا لصالح النظام السوري وميليشيات إيران.
وتعيش الدوحة في عزلة منذ أكثر من عام بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية وانتهاكاتها المستمرة بحق الشعب القطري وقبائله، ما دفع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لقطع علاقاتها مع قطر.