تعرف على ذو القرنين المصري.. وزير تعليم داعش الخفي الذي عمل مع قناة الجزيرة
في ظل حالة من السجال حول مقتل القيادي التكفيري في تنظيم داعش الإرهابي، المصري الألماني رضا صيام، أكدت السلطات الألمانية خلال الساعات الماضية، مقتله في غارة لقوات التحالف الدولي العام الماضي، في مدينة الموصل العراقية.
شغل رضا صيام المعروف داخل تنظيم داعش باسم "ذو القرنين"، منصب رئيس ديوان التعليم، وقام بتغيير شكل القطاع التعليمي وفقاً لرؤية وأدبيات تنظيم داعش الإرهابي.
رضا صيام ، مصري الأصل، ألماني الجنسية، ولد 1960، وله ستة أولاد أنجبهما من زوجته الثانية، عاش في المانيا أكثر من 15 عاماً وكان يحصل على 2000 جنيه إسترليني شهرياُ من المزايا التي تقدمها الدولة.
أثار غضب ألمانيا بعد أن أصر على تسمية مولوده الجديد "جهاد"، الاسم الذى اعتبرته الدولة من الأسماء الممنوع تداولها، وتسبب في أزمة خصوصاً أنه كان معروفا لدى الإعلام الغربي واستخباراته نظراً لدعوته للتطرف في ألمانيا.
تفجيرات بالي
اتهم رضا صيام بالضلوع والتخصيط في تنفيذ تفجيرات إندونيسيا عام 2002، التي راح ضحيتها 202 قتيلاً، و240 جريحاً، وألحقت أضراراً مادية كبيرة بالممتلكات.
تم اعتقال واستجواب صيام في إندونيسيا من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بعد عملية لتنظيم "القاعدة" فجرت خلالها ملهى يرتاده السائحون في بالي عام 2002، وتعتقد المخابرات الأمريكية أن صيام أحد مخططي العملية الإرهابية.
وبحسب المعلومات المتاحة عن صيام، فهو ليس غريباً عن الخلية الأصولية الأمريكية التي تُمسك بتلابيب قناة "الجزيرة" القطرية منذ تدشينها، وكاد أن يتسبب في فضيحة للمحطة عام 2002 عندما أُلقي القبض عليه في إندونيسيا قبيل تفجيرات بالي، وفي حوزته أموال وخطط وصور تشير إلى تحضيرات لعملية إرهابية.
حينها قال رضا صيام في التحقيقات، إنه يعمل مصوراً حراً لصالح قناة "الجزيرة" الفضائية، وكان بالفعل يتعاون مع مراسلها في أندونيسيا آنذاك الفلسطيني الحمساوي عثمان البتيري.
البطاقة الصحفية الخاصة بـ"رضا صيام"، والصادرة عن "الجزيرة"، تحولت إلى صورة بحجم الشاشة عرضتها التلفزيونات الغربية من الألمانية حيث كان صيام مقيماً ومتزوجاً هناك، وصولاً إلى المحطات الأمريكية .
لكن المثير للأمر أن الموضوع انتهى بعد ذلك؛ إذ حُكم على رضا صيام بالسجن عشرة شهور من قبل محكمة جاكرتا بتهمة خرق قوانين الإقامة فحسب، أما باقي التهم فأُسقطت عنه، رغم أن زوجته الألمانية السابقة ظهرت في وسائل إعلام غربية وتحدثت عن نقله للأموال والسلاح للجماعات الإسلامية منذ حرب البوسنة في تسعينات القرن الماضي وعن لقاء له بأسامة بن لادن.
أشارت زوجته الأولى التي تركته بعد 15 عاماً من زواجهما، في نفس العام الذي وقع فيه تفجير "بالي" إن زوجها شخص متعصب، ومنذ ذلك الحين تتم حمايتها ضمن برنامج "حماية الشهود"، وقام المدعى العام في ميونيخ بالتحقيق مع صيام وسبعة آخرين بتهمة الانتماء إلى "منظمة إجرامية"، والتحدث عبر شبكة الإنترنت إلى الشباب الألماني من المتحولين إلى الإسلام من أجل ضمهم إلى "الجهاد" ضد الغرب.
يُعتبر رضا صيام، أكثر رجل موضوع تحت المراقبة من قبل أجهزة الأمن الغربية، وأحد أهم المشتبه بتورطهم في تمويل ودعم عمليات إرهابية في العقد الماضي، وفق ما تنقل صحف بريطانية تابعت قضيته منذ عام عام 2002 .
ديوان التعليم
بعد أن احتل تنظيم "داعش" مدينة الموصل توجه رضا صيام، إليها وظهر فيها في يوليو(تموز) 2014، كرئيس ديوان التعليم، وهى المؤسسة المنوط لها التعليم في محافظة نينوى وجامعة الموصل ومعاهد نينوى، ومؤسسات وزارة التربية والتعليم.
وكان رضا صيام الشهير بـ ذو القرنين، أكثر رجل يتردد اسمه بين أبناء الموصل حتى أكثر من خليفته الإرهابي أبو بكر البغدادي، كون ذو القرنين أحدث تغييرات جذرية في العملية التربوية والتعليمية في الموصل، منها فصل الذكور عن الإناث، وإلغاء كليات وأقسام علمية في جامعة الموصل ومعاهدها، فضلاً عن إلغاء منهاج تعليمية في الجامعة والمدارس، وفرض لبس النقاب للطالبات منذ الابتدائية ودفع الطلاب الذكور للالتحاق بصفوف داعش، وكانت آخر أعماله التي ادت إلى أن تترك مئات طالبات الاعداداية مقاعد الدارسة في الأيام الأخير، هي اقتحام مجاميع من داعش مدارس اعداداية البنات في الموصل والطب وعرض الزواج عليهن أو بمقاتلي داعش.
وكان رضا المصري، ومعه رئيس جامعة الموصل المعين من قبل "داعش" المدعو خالد جميل الاعفري، قتلا باستهداف العجلة التي كانا بداخلها بصاروخ أطلقته طائرة تابعة للتحالف في الموصل، وطويت صفحة هذا الإرهابي الدولية، وهى أنباء نفتها في المقابل عناصر من التنظيم، ليظل "ذو القرنين" لغزاً خفياُ وصفحة في كتاب "داعش" لم يتم طيها رسمياً.