قناة الجزيرة.. كذبة الرأي والرأي الآخر
رأي المشهد العربي
عرف الإعلام على أنه وسيلة تسهم في خلق بنية اجتماعية وأنماط سلوكية تساعد على تنمية طموح المجتمعات بالمعرفة من خلال أحداث ومعلومات صحيحة تعمل على توجيه الرأي العام للتغيير للأفضل، لكن تجد في المقابل وسائل إعلام يكمن دورها الرئيسي في التلاعب بعقول الجماهير لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية لخدمة أفراد أو جماعات مشبوهه.
ومن هذه الوسائل قناة الجزيرة القطرية التي لازالت مصرة على ممارسة قلب الحقائق والتضليل وبث السم في العسل من خلال نشر الأحداث المفبركة التي ليس لها أساس من الصحة من أجندات سياسية مشبوهه.
لم يكن كذب وفبركة قناة الجزيرة القطرية بخصوص استهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية لمطار أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة أول الكذب وآخره، وإنما هى نقطة في بحر من الكذب المتواصل من أجل مساعدة جماعات مصنفة دوليا بالإرهابية.
وكانت ميليشيا الحوثي قد زعمت أنها استهدفت مطار أبو ظبي الدولي، ثم ما لبثت كتائب الإخوان أن التقطت "النبأ" المزعوم، وشرعت في الترويج على أوسع نطاق، في خطة ممنهجة تتلاقى موضوعيا مع الخطط الإعلامية للإرهابيين.
وكالات الأنباء الدولية سرعان ما اكتشفت حقيقة الأكاذيب الإخوانية والشيعية، فبدأت تنقل حقيقة الوضع، وتنشر تصريحات المسؤولين الإماراتيين، الذين نفوا أي هجوم حوثي مزعوم جملة وتفصيلاً.
من جانبها، أكدت إدارة مطار أبوظبي الدولي عبر "تويتر"، قبل دقائق من إعلان الحوثيين، وقوع "حادثة تسببت بها مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار التابعة لمبنى المسافرين رقم 1 في الساعة الرابعة من مساء الخميس الماضي"، وشددت على أنها "لم تؤثر على سير العمليات التشغيلية للمطار أو جدول الرحلات الجوية القادمة والمغادرة".
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تملك منظومة صاروخية دفاعية قوية عمودها الفقري صواريخ "باتريوت" القادرة على التصدي لأي صواريخ حديثة باليستية تطلقها ميليشيا الحوثي أو غيرها من التنظيمات الإرهابية.
وفي تناقض تام من قناة الجزيرة التي تتخذ جملة" الرأي والرأي الأخر" شعار لها، لم تبث إلا رأي واحد وهو رأيها هى فقط، لخلق الأكاذيب والترويج لها من أجل إثارة الفتن وانتقاماً من الأشقاء الذين لطالما نصحوا قطر بالتخلي عن الإرهاب.
يذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب ( السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطعت العلاقات مع قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من عام 2017، إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومنذ فتره طويلة تنتهج قطر سياسات خارجية ذات أولويات مختلفة عن جيرانها، وربما معارضة بل مسيئة لها في قضايا عدة، أهمها دعمها للجماعات الإرهابية،وهو ما لاتخفيه الدوحة عن أنها قدمت المساعدة للبعض منها، لاسيّما جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابيًا وكذلك القاعدة وداعش وأخيراً مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
هذا وكانت الجزيرة الذراع الإعلامي الأبرز لتنظيم الحمدين - حكومة قطر- بوقًا لعناصر وأفكار التنظيمات والجماعات الإرهابية، فقد ظهر من خلالها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وقائد أحد المليشيات المتشددة في سوريا، زهران علوش، وأمير جبهة النصرة بسوريا في مايو 2015، أبو محمد الجولاني.
أيضًا استضافت الإرهابي الليبي، عبدالحكيم بلحاج، وفي مايو 2017 كما عرضت "الجزيرة" فيلمًا وثائقيًا بعنوان "الرمال المتحركة" يُروج لسياسات تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.
إلى جانب استضافتها لمحمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم ميليشيا الحوثي وتوعّده باستهداف العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بالصواريخ الباليستية، وتصعيد العمليات العَسكريّة على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية.
وفي نوفمبر من العام الماضي ذاته كررت الجزيرة القطرية بثّ التهديدات الحوثية للسعودية، ولكن تلك المرة من قبل مساعد الناطق بإسم مليشيا الحوثي، عزيز راشد، والذي قال: «لا يحلم محمد بن سلمان بأي مدينة صناعية لأنها ستكون في مرمى الصواريخ اليمنية».
ولم تكتفي "الجزيرة" بإستضافة الإرهابيين ، ولكنها أصبحت تعتمد على المواقع الإخبارية والحسابات التابعة لهم عبر السوشيال ميديا، كمصدر للأخبار والتعامل معها كمصادر موثوق بها، مثل وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، والأذرع الإعلامية التابعة للحوثي المدعوم من إيران.
وبات بعد فبركة ومغالطات نشرتها قناة الجزيرة ومساندتها للتنظيمات الإرهابية، أنَّ قطر غير راغبة في البقاء ضمن الإطار السياسي لمجلس التعاون الخليجي، فطموحات قياداتها وأحلامهم لم تعد تنسجم مع متطلبات بقائها فيه، فهي تتجاوز خطط التنمية والتطوير المحلية والخليجية إلى ما هو سياسي في المنطقة وفي جوارها.
وبسبب أفعالها أصبحت قناة الجزيرة مدعاة للضحك والتندر في مواقع التواصل الاجتماعي بفعل سقوطها المهني المريع الذي فاق كل التوقعات حيث دشن رواد التواصل الاجتماعي هاشتاج على "توتير" بعنوان #الكذب_والكذب_الاخر، وذلك رداً على مزاعمها بخصوص استهداف مطار أبوظبي من قبل ميليشيا الحوثي.
بدوره قال الكاتب والإعلامي جمال الحربي في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن قناة الجزيرة بعد أن بثت مزاعم مليشيا الحوثي بشأن شنها غارات على مطار أبوظبي يعد سقوط مهني مريع.
فيما قالت الإعلامية سكينة المشيخص : منذ أيام نقلت قناة الجزيرة أن دبي أصبحت مدينة أشباح و أن المقيمين يهجرونها، واليوم تنقل عن جماعة إرهابية أنها استهدفت مطار أبوظبي وهو خبر عار عن الصحة، وتساءلت : ما هذا السقوط الإعلامي الذي تمارسه ؟!
بيد فإن ردود أفعال المتابعين لأكاذيب قناة الجزيرة كشف مستوى الوعي لدى المتلقى العربي وأن مثل هذه المنابر المشبوهة التي تدعم المنظمات الإرهابية لن تغير الحقائق حتى وإن ضخت مزيداً من الأموال، كما أن هذه المنابر لم تعد تستطيع إخفاء أهدافها التآمرية ضد الوطن العربي كله.