25 يوما إلى عدن.. نظرة على أعظم ملاحم الإمارات في الجنوب
تظل معركة تحرير العاصمة عدن، واحدة من أكثر المعارك المحفورة في أذهان الجنوبيين، نظرا للدور التاريخي والمشهود الذي سطرته دولة الإمارات في تلك المعركة.
الكاتب الأمريكي مايكل نايتس معهد واشنطن لسياسات الشرق، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، عرج إلى الدور العظيم الذي بذله الجنود الإماراتيون في تحرير العاصمة عدن في كتابه "25 يوما إلى عدن".
تحرير العاصمة عدن كانت العملية الأولى للتحالف العربي، وفيها استطاعت الجهود الإماراتية على وجه التحديد، أن تمنع المليشيات الحوثية من فرض سطوتها واحتلال للجنوب.
فبدون هذه الجهود، لكانت المليشيات الحوثية الإرهابية قد تمكنت من التحكم بخطوط الملاحة الرئيسية للملاحة التي تربط نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي عبر مضيق باب المندب.
روى الكاتب الامريكي، في الأيام الأولى للحرب، سارعت دولة الإمارات لتقديم العون لمقاتلي المقاومة للدفاع عن ميناء عدن، والذي كان الميناء الأكثر ازدحاما في العالم قبل عقود.
يشدد الكاتب أيضا على أهمية الشراكة التي أفضت في النهاية إلى دحر الحوثيين، وانتهاء الأمر بتحقيق انتصار ساحق على المليشيات المدعومة من إيران
يروي الكاتب، دور القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات على مدار الساعة وفي ظل ظروف مروعة لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو الحوثي.
ويقول: "لقد كان جهداً جماعياً حقيقياً: فالأمة بأكملها ركزت على هدف واحد، وهو تحرير عدن".
أمضى الكاتب، مئات الساعات في المقابلات إلى جانب العيش جنباً إلى جنب مع أفراد الجيش الإماراتي، فضلا عن جمع قصصهم أثناء انتشارهم على جبهات القتال.
يقول: "لا يفرح رجال ونساء الإمارات العسكريون بالأعمال المدمرة للحرب. ومثل جميع المحاربين، هم معجبون بدقة وقوة الأسلحة الحديثة، لكنني وجدت مستوى خاصاً من الجدية والنضج في القوات الإماراتية التي كرهت حقاً الموت والبؤس بسبب الحرب".
ومع ذلك، كانت القوات الإماراتية بلا شك جيدة أيضاً في الحرب الحديثة: فقد تدربت في صراعات حقيقية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما أن القوات الإماراتية تتمتع أيضاً بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وعلاقات ممتازة مع أصحاب الأرض.
يصف نايتس، "25 يوماً إلى عدن" بأنها قصة رجال ونساء إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم، ويهدي الكتاب لخمسة جنود إماراتيين استشهدوا في الحرب.
كما تحدث عن أحد الشباب الاستثنائيين الذين قاتلوا (ونجا) في معركة عدن: "عندما أجريت مقابلة معه، كان يتذكر سنوات من تجربته الحربية كجندي إماراتي يبلغ من العمر 27 عاماً مع تدريب جيد ويشارك في المعركة لأول مرة. قال لي: بعد هذه العملية، بعد حرب حقيقية، تغير تفكيري تماماً. لقد نشأت في هذا البلد، بمستويات معيشية جيدة وتعليم جيد، ثم أصبحت فجأة في منطقة حرب، بعيداً من أصدقائي وعائلتي، وأولادي. الوحدة تجعلك تقدر الحياة. رأيت الفقر والمعاناة هناك. لقد جعلني ذلك أكثر تقديراً لضرورة حماية وطننا".
توثق هذه الشهادة جانبا من الدور العظيم الذي لعبته دولة الإمارات لتحرير العاصمة عدن، وهذا الدور لم يتوقف عند سير المعارك، بل عملت على تدريب وتأهيل وتسليح ثلاثة ألوية عسكرية لتكون الحرب على الإرهاب شاملة ومتكاملة وهو ما كان له أفضل الأثر.